سقوط الشفق ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول ثم أصبح فدعا السائل فقال " الوقت ما بين هذين " رواه مسلم والأحاديث في الباب كثيرة سنذكرها في مواضعها من الكتاب إن شاء الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم " أمنى جبريل " هو الملك الكريم رسول الله تعالى إلى رسله الآدميين صلوات الله وسلامه عليهم وفيه تسع لغات حكاها ابن الأنباري وحكاها عنه أيضا أبو منصور موهوب ابن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي في كتاب المعرب وهي جبريل وجبريل بكسر الجيم وفتحها وجبرئيل بفتح الجيم وهمزة بعد الراء وتشديد اللام وجبرائيل بهمزة ثم ياء مع الألف وجبراييل بياءين بعد الألف وجبرئيل بهمزة بعد الراء وياء وجبرئيل بكسر الهمزة تخفيف اللام وجبرين وجبرين بكسر الجيم وفتحها قال جماعات من المفسرين وحكاه صاحب المحكم والجوهري وغيرهما من أهل اللغة في جبريل وميكائيل أن جبر وميك اسمان أضيفا إلى ايل وال قالوا وآيل وال اسمان لله تعالى قالوا ومعنى جبر وميك بالسريانية عبد فتقديره عبد الله قال أبو علي الفارسي هذا خطأ من وجهين أحدهما ان ايل وال لا يعرفان في أسماء الله في اللغة والعربية: والثاني انه لو كان كذلك لم ينصرف آخر الاسم في وجوه العربية ولكان آخره مجرورا ابدا كعبد الله قال الواحدي هذا الذي قاله أبو علي أراد به انه ليس هذا في العربية قال وقد قال بالأول جماعة من العلماء قلت الصواب قول أبي على فان ما ادعوه لا أصيل له والله أعلم: وأما لفظ الظهر فمشتق من الظهور لأنها ظاهرة في وسط النهار: وقوله صلى الله عليه وسلم (والفئ مثل الشراك) هو بسكر الشين وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها وليس الشراك هنا للتحديد والاشتراط بل لان الزوال لا يبين بأقل منه وأما الظل والفئ فقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في أوائل أدب الكاتب يتوهم الناس ان الظل والفئ بمعنى وليس كذلك بل الظل يكون غدوة وعشية ومن أول النهار إلى آخره ومعنى الظل الستر ومنه قولهم " انا في ظلك " ومنه " ظل الجنة " وظل شجرها إنما هو سترها ونواحيها وظل الليل سواده لأنه يستر كل شئ وظل الشمس ما سترته الشخوص من مسقطها قال وأما الفئ فلا يكون الا بعد الزوال ولا يقال لما قبل الزوال فئ وإنما سمي بعد الزوال فيأ لأنه ظل فاء من جانب إلى جانب أي رجع والفيئ الرجوع هذا كلام ابن قتيبة وهو كلام
(٢٠)