يجعل إصبعيه في صماخي أذنيه لما روى أبو جحيفة قال " رأيت بلالا وإصبعاه في أذنيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء " ولان ذلك اجمع للصوت) * * * (الشرح) * اما حديث وائل فرواه البيهقي عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه موقوفا عليه وهو موقوف مرسل لان أئمة الحديث متفقون على أن عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئا وقال جماعة منهم إنما ولد بعد وفاة أبيه بستة أشهر وحجر بحاء مهملة مضمومة ثم جيم ساكنة كنية وائل أبو هنيدة وهو من بقايا ملوك حمير نزل الكوفة وعاش إلى أيام معاوية واما قوله لان الذي رآه عبد الله بن زيد كان على جذم حائط فروى أبو داود معناه قال قام على المسجد وجذم الحائط أصله وهو بكسر الجيم واسكان الذال المعجمة واما حديث " يا بلال قوم فناد " فرواه البخاري ومسلم من رواية ابن عمر رضي الله عنهما وأما الحديثان اللذان عن أبي جحيفة فصحيحان رواه البخاري ومسلم عن أبي جحيفة قال " رأيت بلالا يؤذن فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يمينا وشمالا يقول حي على الصلاة حي على الفلاح " وفى رواية أبى داود " فلما بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينا وشمالا ولم يستدر " واسناده صحيح وفى رواية الترمذي " رأيت بلالا يؤذن وأتتبع فاه ههنا وههنا وإصبعاه في أذنيه " قال الترمذي حديث حسن صحيح وأبو جحيفة بجيم مضمومة ثم حاء مهملة مفتوحة وهو صاحبي مشهور رضي الله عنه واسمه وهب بن عبد الله وقيل وهب الله السؤاى بضم السين توفى سنة ثنتين وسبعين قيل توفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يبلغ الحلم: أما أحكام الفصل ففيه مسائل (إحداها) يستحب ان يؤذن على طهارة فان اذن وهو محدث أو جنب أو أقام الصلاة وهو محدث أو جنب صح اذانه وإقامته لكنه مكروه نص على كراهته الشافعي والأصحاب واتفقوا عليها ودليلنا ما ذكره المصنف مع ما سنذكره إن شاء الله تعالى قالوا والكراهة في الجنب أشد منها في المحدث وفى الإقامة أغلظ قال الشافعي رضي الله عنه في الأم ولو ابتدأ في الأذان طاهرا ثم انتقضت طهارته بني على اذانه ولم يقطعه سواء كان حدثه جنابة أو غيرها قال ولو قطعه وتطهر ثم رجع بنى على اذانه ولو استأنف كان أحب إلى
(١٠٤)