وروي عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال عليه السلام: أقول: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم (1) القيامة، سألهم عما عهد إليهم، ولم يسألهم عما قضى عليهم (2).
١ - " ليوم " ب، د.
٢ - الإعتقادات: ٣٤، وتصحيح الإعتقاد: ٥٩، والتوحيد: ٣٦٥ ح ٢ مثله. كنز الفوائد: ١٧١ باختلاف يسير في اللفظ. أنظر الكافي: ١ / ١٥٥ باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين، والتوحيد:
٣٦٤ باب القضاء والقدر... و ص ٣٦٩ ح ٨، و ص ٣٧٠ ح ٩، والبحار: ٥ / ٨٤ باب القضاء والقدر...
قال المجلسي في البحار: ٥ / ١١٢ ذيل ح ٣٨: هذا الخبر يدل على أن القضاء والقدر إنما يكون في غير الأمور التكليفية كالمصائب والأمراض وأمثالها، فلعل المراد بهما القضاء والقدر الحتميان.
وفي هامش البحار المذكور قال العلامة الطباطبائي:
الرواية تدل على أن التكاليف والأحكام أمور اعتبارية غير تكوينية، ومورد القضاء والقدر بالمعنى الدائر هو التكوينيات، فأعمال العباد من حيث وجودها الخارجي كسائر الموجودات متعلقات القضاء والقدر، ومن حيث تعلق الأمر والنهي والاشتمال على الطاعة والمعصية أمور اعتبارية وضعية خارجة عن دائرة القضاء والقدر إلا بالمعنى الآخر الذي بينه أمير المؤمنين عليه السلام للرجل الشامي عند منصرفه من صفين كما في الروايات [الإحتجاج: ٢٠٨، و ص ٢٠٩] ومحصله التكليف لمصالح تستدعي ذلك، فالقدر في الأعمال ينشأ من المصالح التي تستدعي التكليف الكذائي، والقضاء هو الحكم بالوجوب والحرمة مثلا بأمر أو نهي.
وللمفيد " ره " في معنى القضاء والقدر كلام، راجع تصحيح الإعتقاد: ص ٥٤.
وروي في الطرائف: ٣٢٩: إن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، وإلى عمرو بن عبيد، وإلى واصل بن عطاء، وإلى عامر الشعبي، أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر.
فكتب إليه الحسن البصري: إن أحسن ما سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: يا ابن آدم أتظن أن الذي نهاك دهاك، وإنما دهاك أسفلك وأعلاك، والله برئ من ذلك.
وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول علي بن أبي طالب عليه السلام:
لو كان الوزر في الأصل محتويا كان الموزور في القصاص مظلوما.
وكتب إليه واصل بن عطاء: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال: أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق.
وكتب إليه الشعبي: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال: كل ما استغفرت الله تعالى منه فهو منك، وكل ما حمدت الله تعالى فهو منه.
فلما وصلت كتبهم إلى الحجاج ووقف عليها، قال: لقد أخذوها من عين صافية. مع ما كان عند الحجاج معه من العداوة والأمور الواهية. وكذا روي في كنز الفوائد: ١٧٠ باختلاف يسير.