الملك المظفر قطز (659 - 676 ه)، حيث كان الدفاع مستميتا، لقي معه التتر الهزيمة تلو الهزيمة، بدأ معها هذا الطوفان الوحشي في الانحسار إلى أن توقف نهائيا، بموت تيمورلنك الذي أعلن إسلامه. وعليه فقد استمر الهجوم التتري قرابة المائتي سنة تقريبا. حيث انطلق الغزو سنة (603 ه) وانتهى سنة (807 ه).
أما الحروب الصليبية فقد بدأت سنة (489 ه) ولم تنتهي إلا سنة (660 ه) عندما استطاع المسلمون استرداد كل ما استعمره الصليبيون من مدن وجيوب بحرية في فلسطين وشمال مصر. في الوقت نفسه الذي كان المسلمون في الأندلس يتعرضون لموجة الطرد والإبادة على يد الإسبان وجحافل الجيش الصلبي الأوربي. لقد مني الإسلام والمسلمون بين سنة (500 ه - 900 ه) بهزائم فظيعة وتكاثفت عليهم المحن والفتن كقطع الليل المظلم.
إنها بحق كما يقول المحقق السبحاني: شر القرون بالنسبة إلى المسلمين، فقد حلت بهم عقوبات وضحايا لم يسجل التاريخ لواحد من الأمم مثلها (2).
* * *