وذكرنا ما يدل على ذلك بوضوح من إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك، وشكوى أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام) واستنصارهما وعدم إجابة الناس لهما.
نعم بعض الأنصار ذكروا فيما بينهم أن الخلافة حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون غيره، وبلغ ذلك إلى الخليفة وأعوانه، فترى أبا بكر بعد مواجهة الصديقة الكبرى (عليها السلام) في المسجد - عند ذكر الخطبة الفدكية - التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحق من لزم عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتم - فقد جاءكم فآويتم ونصرتم - ألا إني لست باسطا يدا ولا لسانا على من لم يستحق ذلك منا (1).
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: فقد جاءني قوم من الأنصار فقالوا: إن عليا ينتظر الإمامة ويزعم أنه أولى بها من أبي بكر، فأنكرت عليهم ورددت قولهم في نحورهم (2).
وأكبر شاهد على خذلان الناس لأهل البيت (عليهم السلام) وقعودهم عن نصرتهم - إلا عدد يسير جدا - ما اتفق على ذكره المؤالف والمخالف وهو:
استنصار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إياهم ليلا - وفي بعض المصادر:
ونهارا - مع أمير المؤمنين والحسنين (عليهم السلام) وهم يعتذرون بسبق بيعتهم لأبي بكر، أو يعدون النصر ليلا ويقعدون عنه نهارا (3).