حقيقتها.. وسوسة وخوفا، كنا كمن يريد أن يغش نفسه، والله لا يهدي المبطلين (1).
وقال الدكتور طه حسين:.. وما أريد أن أتزيد.. ولا أن أتكلف.. ولا أن أوذي بعض الضمائر.. ولا أن أحفظ بعض الصدور، ولكني مع ذلك ألاحظ أن جماعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... طال عليهم الزمن واستقبلوا الأحداث والخطوب وامتحنوا بالسلطان الضخم العظيم وبالثراء الواسع العريض ففسدت بينهم الأمور وقاتل بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا وساء ظن بعضهم ببعض إلى أبعد ما يمكن أن يسوء ظن الناس بالناس فما عسى أن يكون موقفنا من هؤلاء؟
لا نستطيع أن نرضى عن أعمالهم جميعا، فلا نلغي عقولنا وحدها.. (2).
أقول: إذا تأملت ما ذكرناه يتضح لك إلى من أشير فيما رواه القمي عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: * (إنهم يكيدون كيدا) * (3): كادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكادوا عليا (عليه السلام) وكادوا فاطمة (عليها السلام).. إلى أن قال (عليه السلام): فمهل الكافرين - يا محمد - أمهلهم رويدا، لوقت بعث القائم (عليه السلام) فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس (4).
ولا يخفى أن للقوم دواعي شتى لصرف الخلافة عن أمير المؤمنين إلى أنفسهم، فإنهم حسدوه كما حسدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبله، لرفعته عنهم حسبا ونسبا وعلما وشجاعة بل وفي جميع كمالاته ونزلت فيه خاصة آيات من القرآن، وذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضله أمورا عظيمة جدا، وكان يقدمه على غيره في جميع