قبرها حتى لا يهتدى إليه.
وإنما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنهما وإحضارهما الصلاة عليها. فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا (1).
أقول: من تأمل النصوص الواردة في ذلك والشواهد الموجودة في تلك الأخبار المنقولة عن الفريقين يعلم بوضوح أن الدفن ليلا لم يكن مجرد اتفاق ومصادفة، ونذكر هنا بعض هذه الشواهد:
أ - وصيتها (عليها السلام) بذلك إذ في كثير من رواياتها صرحت بذلك (2): قال ابن عبد البر: وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا (3).
وقال الواقدي: لما حضرتها الوفاة أوصت عليا أن لا يصلي عليها أبو بكر وعمر (4).
بل وفي رواياتنا: إنها استحلفت أمير المؤمنين (عليه السلام) بحق الله وحرمة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحقها أن لا يشهدا جنازتها (5).
وفي بعض الروايات عن عائشة وغيرها: فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي (6).