الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - الصفحة ٤٤٥
قبرها حتى لا يهتدى إليه.
وإنما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنهما وإحضارهما الصلاة عليها. فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا (1).
أقول: من تأمل النصوص الواردة في ذلك والشواهد الموجودة في تلك الأخبار المنقولة عن الفريقين يعلم بوضوح أن الدفن ليلا لم يكن مجرد اتفاق ومصادفة، ونذكر هنا بعض هذه الشواهد:
أ - وصيتها (عليها السلام) بذلك إذ في كثير من رواياتها صرحت بذلك (2): قال ابن عبد البر: وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا (3).
وقال الواقدي: لما حضرتها الوفاة أوصت عليا أن لا يصلي عليها أبو بكر وعمر (4).
بل وفي رواياتنا: إنها استحلفت أمير المؤمنين (عليه السلام) بحق الله وحرمة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحقها أن لا يشهدا جنازتها (5).
وفي بعض الروايات عن عائشة وغيرها: فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي (6).

١. الشافي: ٤ / ١١٤، عنه شرح نهج البلاغة: ١٦ / ٢٨٠ - ٢٨١.
٢. وقد سلفت بعض مصادرها آنفا.
٣. الاستيعاب: ٤ / ١٨٩٧ - ١٨٩٨، وراجع تهذيب الكمال: ٣٥ / ٢٥٢.
٤. المناقب: ٣ / ٣٦٣.
٥. بحار الأنوار: ٨١ / ٢٥٥، ٣٩٠.
٦. هذه الرواية أو ما بمضمونها وردت في عدة كتب من الفريقين وفي بعضها إيصاؤها أمير المؤمنين (عليه السلام) بأن لا يؤذن بموتها أبا بكر وعمر، راجع صحيح مسلم: ٥ / ١٥٣ - ١٥٤، شرحه للنووي: ١٢ / ٧٦ - ٧٧، البخاري: ٥ / ٨٢ - ٨٣، السنن الكبرى: ٦ / ٣٠٠، المصنف لعبد الرزاق: ٣ / ٥٢١ و ٥ / ٤٧٢، المستدرك للحاكم: ٣ / ١٦٢، كفاية الطالب: ٣٧٠، تاريخ الصحابة للبستي: ٢٠٨، السيرة النبوية للبستي: ٤٣٤، الثقات: ٢ / ١٧٠، تاريخ المدينة المنورة لابن شبه: ١ / ١٩٦، وفاء الوفاء للسمهودي: ٣ / ٩٩٥، الطبري: ٣ / ٢٠٨، شرح نهج البلاغة: ١٦ / ٢١٤ و ٢١٨، مشكل الآثار للطحاوي: ١ / ٤٨، العمدة لابن البطريق عن البخاري ومسلم: ٤٥٢ (٣٩٠ - ٣٩١)، كامل بهائي عن البخاري: ١ / ١٧١، المناقب: ٣ / ٣٦٣ عن الواقدي وابن عباس، كشف الغمة: ١ / ٤٩٤، الاختصاص: ١٨٥، علل الشرائع: ١٨٨ - ١٨٩، كتاب سليم: ٢٥٥، روضة الواعظين: ١٥١، عيون أخبار الرضا: ٢ / ١٨٧، بحار الأنوار: ٢٨ / 305 و 43 / 182، 192، 204، 206، 218 و 49 / 192 عن المأمون، و 81 / 254، 250 و 103 / 185، 255.
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»
الفهرست