من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة..!
فقالت: " أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتفعلان به؟ " قالا: نعم. فقالت: " نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ " قالا: نعم، سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.. ".
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: " والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها " (1)، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس فقال لهم:
يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي.
قالوا: يا خليفة رسول الله!!، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك!!، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين (2)!!