الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - الصفحة ١٦٧
من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة..!
فقالت: " أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتفعلان به؟ " قالا: نعم. فقالت: " نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ " قالا: نعم، سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.. ".
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: " والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها " (1)، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس فقال لهم:
يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي.
قالوا: يا خليفة رسول الله!!، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك!!، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين (2)!!

١. تجد دعاءها عليه في الرسائل الكلامية للجاحظ: ٤٦٧، أنساب الأشراف: ١٠ / ٧٩. ثم ذكر العيادة أيضا كحالة في أعلام النساء: ٤ / ١٢٣، الدكتور محمد بيومي مهران في: السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام):
١٤٥، الأستاذ عبد الفتاح في الإمام علي (عليه السلام): ١ / ١٩٣، وفي فاطمة الزهراء (عليها السلام): ٢ / ٢٥٣، توفيق أبو علم في أهل البيت (عليهم السلام): ١٦٨، كتاب سليم: ٢٥٣، كفاية الأثر: ٦٥، دلائل الإمامة: ٤٥، الشافي: ٤ / ٢١٤، عنه شرح نهج البلاغة: ١٦ / ٢٨١، علل الشرائع: ١٨٦ - ١٨٧، الصراط المستقيم:
٢
/ ٢٩٣، عنهم بحار الأنوار: ٢٨ / ٣٠٣ و ٣٦ / ٣٠٧ و ٤٣ / ١٧٠، ٢٠٢ - ٢٠٣، الدر النظيم: ٤٨٣ - 484.
2. لقد أبطلت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هذه الدعاوي الجوفاء في خطبتها. فإن الأمر ليس بيد الناس حتى يختاروا لأنفسهم إماما، بل لا بد من تعيينه من قبل الله تعالى، وقد ذكرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أمير المؤمنين علي وأحد عشر من أولاده (عليهم السلام)، وأشار إليهم أيضا في خطبة الغدير..
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست