ولكن أبا حنيفة أدرك ذلك منه فاتقاه في قبول ذلك العمل.
ومن تقيته الفعلية مع المنصور أيضا ما رواه الخطيب في تاريخه من أن أبا حنيفة قبل قضاء الرصافة في آخر أيامه بعد الضغط الشديد عليه بحيث لم يجد بدا من ذلك .
وقد أيد هذا ابن خلكان أيضا، فذكر أن المنصور لما أتم بناء مدينة بغداد أرسل إلى أبي حنيفة، وعرض عليه قضاء الرصافة فأبى، فقال المنصور: إن لم تفعل ضربتك بالسياط! قال أبو حنيفة: أو تفعل؟
قال: نعم.
فقعد أبو حنيفة في القضاء يومين، فلم يأته أحد، فلما مضى يومان اشتكى أبو حنيفة ستة أيام ثم مات (1).
ما فعله مالك بن أنس مع الأمويين والعباسيين:
ويدل على تقيته من الأمويين ما قاله الذهبي في ميزان الاعتدال، قال: وقال مصعب، عن الدراوردي، قال: لم يرو مالك، عن جعفر، حتى ظهر أمر بني العباس (2).
وقد صرح أمين الخولي (ت / 1385 ه)، بأن امتناع مالك بن أنس من الرواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في عهد الأمويين، إنما هو بسبب خشيته منهم (3).