فقط، لضرورة مقبولة شرعا وعقلا. والنفاق عكس ذلك تماما فهو ثبات القلب على الباطل وإظهار الحق على اللسان فقط، بحيث لا يتعدى فعل المنافق إلى فعل المؤمن، وأين هذا من ذاك؟
الفرق الثاني: التقية لا تكون من غير ضرورة أو مصلحة معتد بها شرعا، وأما النفاق فهو خال من كل ذلك تماما، فهو مرض في قلوب المنافقين الذين يحسبون كل صيحة عليهم، فكيف يستويان؟ ومن هذا النفاق الدخول على سلاطين الجور والأمراء الفسقة وإطرائهم بما ليس فيهم وتزكيتهم من دون أدنى ضرورة وبلا إكراه وإنما لأجل التزلف إليهم ثم ذمهم عند الخروج منهم كما كان يفعله عريف الهمداني، وعروة بن الزبير، وناس من التابعين، مما حمل بعض الصحابة على تنبيههم على هذا النفاق (1).
الفرق الثالث: اعتنى القرآن الكريم ببيان رفع الحرج والعسر والشدة والضرر، وكذلك السنة النبوية، زيادة على طرح الفقهاء لجملة من القواعد الفقهية المبينة لذلك، وكل هذا يدخل في دائرة التقية وبيان حكمها الشرعي، وفي المقابل جاء التحذير الشديد بشأن النفاق وبيان مساوئه، ولم يعد القرآن الكريم من اتقى إلا بكل خير، بينما وعد المنافقين بكل عذاب مهين.
الفرق الرابع: جواز التقية ثابت بنص القرآن الكريم، وحرمة النفاق ثابتة بعشرات النصوص القرآنية، ولو جاز القول بأن التقية نفاق، فلم يبق