التقية في الفكر الإسلامي - مركز الرسالة - الصفحة ١٢٣
فقط، لضرورة مقبولة شرعا وعقلا. والنفاق عكس ذلك تماما فهو ثبات القلب على الباطل وإظهار الحق على اللسان فقط، بحيث لا يتعدى فعل المنافق إلى فعل المؤمن، وأين هذا من ذاك؟
الفرق الثاني: التقية لا تكون من غير ضرورة أو مصلحة معتد بها شرعا، وأما النفاق فهو خال من كل ذلك تماما، فهو مرض في قلوب المنافقين الذين يحسبون كل صيحة عليهم، فكيف يستويان؟ ومن هذا النفاق الدخول على سلاطين الجور والأمراء الفسقة وإطرائهم بما ليس فيهم وتزكيتهم من دون أدنى ضرورة وبلا إكراه وإنما لأجل التزلف إليهم ثم ذمهم عند الخروج منهم كما كان يفعله عريف الهمداني، وعروة بن الزبير، وناس من التابعين، مما حمل بعض الصحابة على تنبيههم على هذا النفاق (1).
الفرق الثالث: اعتنى القرآن الكريم ببيان رفع الحرج والعسر والشدة والضرر، وكذلك السنة النبوية، زيادة على طرح الفقهاء لجملة من القواعد الفقهية المبينة لذلك، وكل هذا يدخل في دائرة التقية وبيان حكمها الشرعي، وفي المقابل جاء التحذير الشديد بشأن النفاق وبيان مساوئه، ولم يعد القرآن الكريم من اتقى إلا بكل خير، بينما وعد المنافقين بكل عذاب مهين.
الفرق الرابع: جواز التقية ثابت بنص القرآن الكريم، وحرمة النفاق ثابتة بعشرات النصوص القرآنية، ولو جاز القول بأن التقية نفاق، فلم يبق

١) أنظر: صحيح البخاري ٩: ٨٩، باب ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك، من كتاب الأحكام. والسنن الكبرى / البيهقي ٨: ١٦٤ و ١٦٥. والسنن الواردة في الفتن / أبو عمرو الداني ١ - ٢: ٤٠٨ - ٤٠٩ / ١٤٩. وفتح الباري ٣: ١٧٠.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الفصل الأول التقية والإكراه 11
4 تعريف التقية 11
5 التقية في اللغة 11
6 التقية في الاصطلاح 11
7 صلة التقية بالاكراه 12
8 الوجه في تقديم بحث الاكراه على التقية 13
9 تعريف الاكراه 14
10 أصل الاكراه لغة 14
11 الاكراه في الاصطلاح 14
12 أركان الاكراه 15
13 الأول: المكره 15
14 الثاني: المكره 16
15 الثالث: المكره به 16
16 الرابع: المكره عليه 17
17 أنواع الاكراه: 17
18 النوع الأول: الاكراه على الكلام المخالف للحق 17
19 النوع الثاني: الاكراه على الفعل المحظور 19
20 حكم ما يكره عليه 20
21 الصورة الأولى 22
22 الصورة الثانية 22
23 الصورة الثالثة 22
24 دور القواعد الفقهية في بيان حكم ما يكره عليه 23
25 أولا: قاعدة يرتكب أخف الضررين لدفع أعظمهما 23
26 صلة القاعدة بالاكراه والتقية 23
27 أقسام الضرر تبعا لأسبابه 24
28 1 - الضرر الناتج من نفس المتضرر 24
29 2 - الضرر الناتج بفعل العامل الطبيعي 24
30 3 - الضرر الناتج من شخص آخر 24
31 ثانيا: قاعدة الضرورات تقدر بقدرها 26
32 صلة القاعدة بالاكراه والتقية 26
33 ثالثا: قاعدة الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف 27
34 رابعا: قاعدة لا ضرر ولا ضرار 28
35 خامسا: قاعدة الضرورات تبيح المحظورات 28
36 الفرق والاتفاق بين الضرورة والاكراه 29
37 أولا: الفرق بين الضرورة والاكراه 29
38 الفرق الأول 29
39 الفرق الثاني 29
40 ثانيا: الاتفاق بين الضرورة والاكراه 29
41 الاتفاق بينهما من جهة الفاعل 29
42 الاتفاق بينهما من جهة ترتب الآثار على نفس الفاعل 29
43 الفصل الثاني أدلة التقية وأصولها التشريعية 31
44 المبحث الأول: أدلة التقية من القرآن الكريم 31
45 أولا: الأدلة القرآنية الدالة على التقية قبل الإسلام 33
46 الآية الأولى: حول تقية أصحاب الكهف 33
47 ما يشكل به من القرآن الكريم على عدم تقيتهم 33
48 جواب الاشكال من القرآن الكريم 34
49 تصريح الرازي بتقيتهم 34
50 تصريح القرطبي المالكي بتقيتهم 34
51 قول الإمام الصادق عليه السلام: ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف 35
52 الآية الثانية: حول تقية مؤمن آل فرعون 35
53 ما قاله الماوردي بشأن تقية مؤمن آل فرعون 36
54 ما قاله ابن الجوزي 36
55 ما بينه الرازي في المسألة 37
56 ثناء القرآن على مؤمن آل فرعون 37
57 ثانيا: الأدلة القرآنية الدالة على امضاء التقية في الإسلام 39
58 الآية الأولى: حول جواز الكفر بالله تقية 39
59 نزول الآية في مكة بشأن عمار بن ياسر وأصحابه 39
60 الآية أصل في جواز اظهار كلمة الكفر في حال الاكراه 40
61 الآية الثانية: حول موالاة الكافرين تقية 41
62 لا فرق بين (التقاة) و (التقية) 42
63 ما قاله الطبري 42
64 قول الحسن البصري: التقية جائزة إلى يوم القيامة 42
65 تأييد السرخسي الحنفي لقول الحسن البصري 42
66 احتجاج مالك بالآية على أن طلاق المكره تقية لا يقع 42
67 ما ذكره الزمخشري في تفسير الآية 43
68 أحكام التقية المستفادة من هذه الآية بنظر الرازي 43
69 تأييد الرازي لقول الحسن البصري 44
70 ما نقله أبو حيان من أقوال مهمة في تفسير الآية 44
71 قوله بمن يتقى منه، وما يبيح التقية، وبأي شئ تكون؟ 44
72 ما يدل على جواز التقية بين المسلمين أنفسهم 45
73 المبحث الثاني: أدلة التقية من السنة المطهرة 46
74 القسم الأول: الأحاديث النبوية الدالة على التقية 46
75 توطئة في أنه هل تجوز التقية على الأنبياء عليهم السلام 46
76 ما قاله السرخسي 47
77 تعقيب على قوله 47
78 ما قاله ابن قتيبة الدينوري 48
79 تعقيب على قوله 48
80 الحديث الأول: تقية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قريش 54
81 هل الحديث من صغريات قانون التزاحم؟ 57
82 الحديث الثاني: تقية النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فاحش 58
83 صلة الحديثين بأقسام التقية 59
84 الحديث الثالث: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمار ابن ياسر بالتقية 62
85 الحديث الرابع: النهي عن التعرض لما لا يطاق 62
86 وجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية التقية 63
87 الحديث الخامس: في تقية المؤمن الذي كان يخفي ايمانه وقتله المقداد 63
88 الحديث السادس: إذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمحمد بن مسلمة وابن علاط السلمي بالتقية 64
89 الحديث السابع: حديث الرفع المشهور 66
90 صلة الحديث بالتقية 66
91 الجهة الأولى 66
92 الجهة الثانية 67
93 أصل الحديث ومصادره 68
94 القسم الثاني: أحاديث أهل البيت عليهم السلام في التقية 70
95 أولا: الأحاديث المستنبطة جواز التقية من القرآن الكريم 71
96 الحديث الأول 71
97 الحديث الثاني 71
98 قول الإمام الصادق عليه السلام بتقية يوسف و إبراهيم عليهما السلام كما جاء في القرآن الكريم 72
99 توضيح حول تقية يوسف عليه السلام 72
100 ما زعمه أبو هريرة في صحيح البخاري 73
101 توضيح حول تقية إبراهيم عليه السلام 74
102 ما زعمه أبو هريرة في صحيح البخاري 74
103 تكذيب الرازي لأبي هريرة والبخاري صراحة 75
104 ثانيا: الأحاديث الدالة على أن التقية من الدين 75
105 الحديث الأول 75
106 الحديث الثاني 77
107 الحديث الثالث 77
108 الحديث الرابع 77
109 ثالثا: الأحاديث الواردة في بيان أهمية التقية 77
110 الحديث الأول 77
111 الحديث الثاني 77 الحديث الثالث 77
112 رابعا: الأحاديث الدالة على عدم جواز ترك التقية عند وجوبها 78
113 الحديث الأول 78
114 الحديث الثاني 78
115 الحديث الثالث 78
116 خامسا: الأحاديث الدالة على أن التقية في كل ضرورة وأنها تقدر بقدرها وتحرم مع عدمها مع بعض مستثنياتها 78
117 الحديث الأول 79
118 الحديث الثاني 79
119 الحديث الثالث 79
120 الحديث الرابع 79
121 الحديث الخامس 80
122 سادسا: الأحاديث الدالة على حرمة استخدام التقية في الدماء 80
123 الحديث الأول 80
124 الحديث الثاني 81
125 سابعا: الأحاديث المبينة لحكم التقية في بعض الموارد 81
126 1 - ما دل على مخالطة أهل الباطل ومداراتهم بالتقية 81
127 2 - ما دل على عدم الحنث والكفارة على من حلف تقية 82
128 3 - ما دل على حكم التقية في شرب الخمر 83
129 4 - ما دل على جواز إظهار كلمة الكفر تقية 85
130 5 - ما دل على جواز التقية في الوضوء البدعي 85
131 المبحث الثالث: الاجماع ودليل العقل 86
132 أولا: الاجماع 86
133 ما قاله الجصاص الحنفي 87
134 ما قاله ابن العربي المالكي 87
135 ما قاله المقدسي الحنبلي 87
136 ما قاله القرطبي المالكي 87
137 ما قاله ابن كثير الشافعي 87
138 ما قاله ابن حجر العسقلاني الشافعي 88
139 ما قاله الشوكاني 88
140 ما قاله جمال الدين القاسمي 88
141 ثانيا: الدليل العقلي 88
142 حكم العقل بالاحتياط 90
143 حكم العقل بالبراءة 90
144 حكم العقل بدفع الضرر 90
145 الفصل الثالث أقسام التقية وأهميتها والفرق بينها وبين النفاق 93
146 المبحث الأول: أقسام التقية 93
147 أولا: أقسام التقية باعتبار حكمها التكليفي 94
148 القسم الأول: التقية الواجبة 94
149 القسم الثاني: التقية المستحبة 95
150 القسم الثالث: التقية المباحة 95
151 القسم الرابع: التقية المحرمة 96
152 من موارد التقية المحرمة عند الشيعة الإمامية 97
153 1 - التقية في الدماء 97
154 2 - التقية في الافتاء 97
155 المثال الأول 98
156 المثال الثاني 100
157 تمييز خبر التقية عن غيره 101
158 3 - التقية في القضاء 102
159 4 - التقية المؤدية إلى فساد الدين والمجتمع 103
160 5 - التقية في غير ضرورة 105
161 6 - التقية في شرب الخمر وبعض الموارد الاخر 105
162 7 - التقية الاكراهية عند عدم تحقق الاكراه 105
163 8 - التقية التي يتجاوز فيها مقدار أو جنس ما يكره عليه 106
164 9 - التقية عند امكان التخلص من الضرر 106
165 القسم الخامس: التقية المكروهة 107
166 ثانيا: أقسام التقية بلحاظ أركانها 108
167 أركان التقية 108
168 الركن الأول: المتقي 109
169 الركن الثاني: المتقى منه 109
170 الركن الثالث: ما يتقى عليه 109
171 الركن الرابع: ما يتقى به 109
172 القسم الأول: تقية الفاعل 109
173 القسم الثاني: تقية القابل 110
174 الثمرة الأولى في معرفة القابل 110
175 الثمرة الثانية في معرفة القابل 110
176 ثالثا: أقسام التقية بلحاظ أهدافها وغاياتها 110
177 القسم الأول: التقية الخوفية أو الاكراهية 110
178 القسم الثاني: التقية الكتمانية 111
179 القسم الثالث: التقية المداراتية أو التحبيبية 111
180 المبحث الثاني: أهمية التقية وفوائدها 111
181 1 - حفظ النفس من التهلكة 113
182 2 - التقية صمود بوجه الباطل 114
183 3 - التقية شجاعة وحكمة وفقاهة 114
184 4 - التقية تؤدي إلى وحدة المسلمين 115
185 5 - التقية دعوة محكمة إلى اتباع سبل الهدى 115
186 6 - التقية نوع من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 116
187 7 - التقية جهاد في سبيل الله عز وجل 117
188 8 - استخدام التقية في مواردها طاعة لله تعالى 117
189 9 - التقية توجب الثواب لفاعلها 117
190 10 - في التقية الكتمانية تصان أسرار المسلمين 118
191 11 - التقية ورع يحجز الإنسان عن المعاصي 118
192 12 - التقية خلق رفيع في مداراة الناس 119
193 13 - في التقية تقر عين المؤمن 120
194 14 - التقية الكتمانية تجلب للمؤمن عزا في دنياه ونورا في آخرته 120
195 15 - التقية تدل على عدم تعصب المتقي 120
196 16 - في التقية يميز أولياء الله من أعدائه 121
197 17 - التقية توجب تعظيم الناس للمتقي 121
198 18 - التقية المداراتية تغلق منافذ التشكيك بوجه الباطل 121
199 المبحث الثالث: الفرق بين التقية والنفاق 122
200 الفرق الأول 122
201 الفرق الثاني 123
202 الفرق الثالث 123
203 الفرق الرابع 123
204 الفرق الخامس 124
205 الفرق السادس 124
206 أسباب القول بأن التقية من النفاق 124
207 السبب الأول 125
208 السبب الثاني 125
209 السبب الثالث 126
210 السبب الرابع 126
211 السبب الخامس 126
212 السبب السادس 127
213 السبب السابع 127
214 الفصل الرابع صور التقية في كتب العامة 129
215 المبحث الأول: الصور القولية في التقية 129
216 1 - تقية عمار بن ياسر 129
217 2 - تقية ابن مسعود 130
218 3 - تقية أبي الدرداء وأبي موسى الأشعري 130
219 4 - تقية ثوبان واباحته الكذب في بعض المواطن 130
220 5 - تقية أبي هريرة 132
221 6 - تقية ابن عباس من معاوية 132
222 7 - تقية سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب 133
223 8 - تقية رجاء بن حيوة 133
224 9 - تقية واصل بن عطاء 135
225 10 - تقية عمرو بن عبيد المعتزلي 135
226 11 - تقية أبي حنيفة من القاضي ابن أبي ليلى 136
227 المبحث الثاني: الصور الفعلية في التقية 137
228 1 - ما فعله ابن مسعود و ابن عمر 137
229 2 - ما فعله عبد الله بن حذافة السهمي 140
230 3 - ما فعله جابر بن عبد الله الأنصاري مع بسر بن أبي أرطأة 140
231 4 - ما فعله حذيفة بن اليمان 141
232 5 - ما فعله الزهري في كتم فضائل أمير المؤمنين عليه السلام 141
233 6 - ما فعله أبو حنيفة مع المنصور العباسي 142
234 7 - ما فعله مالك بن أنس مع الأمويين والعباسيين 143
235 المبحث الثالث: صور التقية في فقه العامة 144
236 أولا: افتاء فقهاء العامة بجواز التقية في لب العقيدة وجوهرها 145
237 1 - افتاؤهم بجواز تلفظ كلمة الكفر بالله عز وجل 145
238 2 - افتاؤهم بجواز سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم 146
239 3 - افتاؤهم بجواز السجود إلى الصنم 146
240 ثانيا: افتاؤهم بجواز التقية في الآداب والأخلاق العامة 146
241 ثالثا: افتاؤهم بجواز التقية في العبادات 147
242 1 - جواز التقية في الصلاة خلف الفاسق 147
243 2 - جواز ترك الصلاة تقية 147
244 3 - جواز الافطار في شهر رمضان تقية 147
245 4 - افتاء عجيب بشأن الافطار المتعمد قبل الاكراه عليه 147
246 5 - سقوط الكفارة عمن جامع امرأته كرها في رمضان 148
247 رابعا: افتاؤهم بجواز التقية في المعاملات 148
248 القسم الأول: العقود 148
249 1 - جواز التقية في البيع والشراء 148
250 2 - جوازها في الوكالة 148
251 3 - جوازها في الهبة 149
252 القسم الثاني: الايقاعات 149
253 1 - جواز التقية عندهم في الطلاق 149
254 2 - جوازها في العتق 150
255 3 - جوازها في اليمين الكاذبة 150
256 القسم الثالث: الأحكام 152
257 1 - جواز التقية في الأطعمة والأشربة المحرمة 152
258 2 - جوازها في الزنا 152
259 3 - جوازها في الدماء 153
260 4 - جوازها في قطع الأعضاء 155
261 والأعجب من كل هذا: جوازها في قطع الأعضاء تبرعا من غير إضطرار أو اكراه!!! 155
262 5 - جوازها في هتك الأعراض 156
263 6 - جوازها في قذف المحصنات 156
264 7 - جوازها في اتلاف مال المسلم 156
265 8 - جوازها في شهادة الزور 157
266 كلمة أخيرة عن سعة التقية في فقه المذاهب الأربعة 157
267 تصريحهم بجوازها في كل شئ 157