المختصين، لا سيما إذا كان أهل الحق هم القلة القليلة المحاطة بزمر الباطل.
ومن هذه التقية تقية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عدم إظهار أمر الدعوة إلا للمختصين مدة ثلاث سنوات كما مر في محله. وكذلك ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام من التأكيد على عدم إذاعة أسرارهم عليهم السلام خوفا على مذهب الحق وقادته الأطهار وأنصاره وأتباعه.
ويدخل في هذا القسم من التقية ما كانت الغاية منه حفظ بعض المصالح المشروعة بالكتمان، كما فعل مؤمن آل فرعون في كتم إيمانه، وكما كتم يوسف الصديق عليه السلام أمره عن إخوته.
القسم الثالث: التقية المداراتية أو التحبيبية: وهي فيما إذا كان الهدف منها، هو الحفاظ على وحدة المسلمين، وتقليل شقة الخلاف فيما بينهم وجمع كلمتهم، كما في أحاديث المخالطة والمعاشرة، وكذلك فيما لو كانت أغراضها اتقاء فحش الآخرين بإلانة الكلام لهم والتبسم في وجوههم، نظير ما مر في تقية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من (بئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة).
المبحث الثاني أهمية التقية وفوائدها لا خلاف بأن كل ما ثبت تشريعه في الإسلام لا بد وأن يشتمل على مجموعة من الفوائد التي ترجع بالنفع إما على الفرد أو المجتمع أو الدين نفسه، بل عليها جميعا إذ لا يمكن تصور صلاح المجتمع مع فساد أفراده، ولا سيادة الدين بفساد المجتمع.