أشرف الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم لقومه كما مر في صحاح القوم ومسانيدهم.
16 - في التقية يميز أولياء الله من أعدائه لعنهم الله، ولولاها ما عرف هذا من ذاك، قال سيد الشهداء الإمام الحسين السبط عليه السلام: لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا (1).
17 - ومن فوائد التقية أنها توجب تعظيم الناس للمتقي، نظرا لإحسانه لهم بالمداراة، والمعاشرة الطيبة معهم وإن خالفوه في فكره وعقيدته، وقد كان سيد الساجدين الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، مشهورا بمداراة أعدائه حتى عظم في عيونهم وانتزع منهم على رغم طغيانهم وعتوهم توقيره وتبجيله وفي ذلك يقول الزهري: ما عرفت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية، لأنه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلا ولا يجد بدا من تعظيمه، من شدة مداراة علي بن الحسين عليهما السلام، وحسن معاشرته إياه، وأخذه من التقية بأحسنها وأجملها (2).
18 - التقية المداراتية تغلق منافذ التشكيك التي يتسلل منها أعداء الحق لترويج الباطل بنحو أن الشيعة لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم وغير هذا من المزاعم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فبمعاشرتهم للمخالف ومخالطتهم إياه سيعرف الحق، ولن يكون هناك مجال لإغرائه بالباطل من جديد.
ونكتفي بهذا القدر من فوائد التقية التي تكشف عن أهميتها ودورها الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع، لننتقل إلى بيان الفرق بينها وبين النفاق.