وفي عصرنا هذا اهتمت الدولة بكل هيئات الاختصاص فيها بتجديد هذه القبة المباركة على أحدث الفنون التكنولوجية.. فحقنت الحوائط واستبدلت بالقبة القديمة قبة عظيمة صبتها من معدن خاص لا يقبل الصدأ، ولا التغير قامت بصنعه الشركات الألمانية بالمواصفات التي طلبت منها كما قامت بإعادة النقوش والرخام الداخلي على ما كان عليه، حفظا للصورة الأثرية المباركة، وقد شاركت جماعة (البهرة الهندية) بفرش الضريح بأرقى أنواع المرمر الشفاف.. وقد حضر افتتاح الزيارة بالقبة الجديدة وزراء الدولة وكبار علمائها، ورجال مجلسي الشعب والشورى. وقد تحدث السيد وزير الأوقاف فضيلة الدكتور الأحمدي أبو النور أستاذ الدراسات العليا بالأزهر، كما تحدث كبار رجال الدولة بينما كان الميدان والطرقات من حول المسجد مليئة بأفراد الشعب من كل الطبقات يهللون ويكبرون (راجع تفاصيل وصف القبة في باب الملحقات).
أضرحة القبة الشريفة وقد أبلغني الأخ المرحوم الشيخ (عرفة الكبير شيخ المسجد الحسيني السابق) وهو والد الأخ الشيخ محمد عرفة الشيخ الحالي للمسجد الحسيني، وكان رحمه الله رجلا مهذبا صالحا ثقة ترجى بركاته أبلغني أنه عرف من سابقيه عند تجديد المسجد الحسيني بأمر السلطان الخليفة عبد العزيز خان في زيارته لمصر وتخليد ذكرى هذه الزيارة بتسمية (شارع عبد العزيز) الممتد بين ميدان العتبة الخضراء وميدان الجمهورية (عابدين) قال: (كان الضريح الطاهر ينزل الزوار إليه بعدد من السلالم فأنشأ المهندسون سقفا عظيما على مستوى أراضي المسجد فوق القبر فتكونت فوق القبر غرفة وضع فيها مقصورة صغرى، وبعض التحف القيمة على سبيل التذكار، ونقلت المقصورة الخشبية الكبرى إلى أعلى، وأبلغني أنه رأى هذه الغرفة ثم نقلت المقصورة الخشبية الكبرى إلى ضريح (السيدة رقية بنت علي الرضا) في منطقة السيدة نفيسة، ولا تزال إلى الآن، واستبدل بها المقصورة النحاسية التي