ثلاثون رجلا فحار في أمره أين يذهب واختفى فعلم ابن زياد بمكان اختفائه فأرسل إليه محمد بن الأشعث فجاء به فقال مسلم لابن الأشعث إني أراك تعجز عن أماني فهل تستطيع أن تبعث من عندك رسولا يخبر الحسين بحالي ويقول له عني ليرجع بأهل بيته ولا يغره أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيه الذي كان فراقهم بالموت أو القتل ففعل ذلك ابن الأشعث ولما جئ بمسلم إلى ابن زياد قتله ثم قتل بعده هانئ بن عروة المرادي.
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب (آل بيت النبي صلى الله عليه وآله في مصر) (ص 22 ط دار المعارف القاهرة) قال:
لقد آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان وحولها إلى ملك وراثي في دمشق.
وكان الإمام الحسن، أخو الإمام الحسين، يستطيع أن ينقلب على معاوية، لكنه حقنا لدماء المسلمين لم يفعل ذلك رغم أن الحسين لم يرض بما حدث. ولكن الحسين ماذا يفعل وقد قطع أخوه الأكبر وعدا وعهدا، لا يمكن أن ينكصه.
ولذلك، فبعد موت الإمام الحسن، أصبح الحسين في حل من الاتفاق، ووضع أمامه نصيحة أبيه التي أوصاهما بها قبل أن يموت. إذ جمع علي بن أبي طالب الحسن والحسين وقال لهما: أوصيكما بتقوى الله، ولا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما، ولا تأسفا على شئ منها زوى عنكما. افعلا الخير، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا.
ولم يقبل الحسين أن يخلف معاوية ابنه يزيد، وأن يكون على رأس الاسلام فتى فاسق وظالم. ولذلك، فإن الحسين لم يبايع يزيد ولم يعترف به، رغم أن يزيد كان يعتبر بيعة الحسين له شيئا هاما.
كان الحسين في المدينة المنورة، حين طلب يزيد وألح على واليه هناك، الوليد ابن عتبة، أن يأخذ له البيعة من الحسين وأصحابه. وعلى رأسهم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر فمبايعة الحسين في رأي يزيد كانت تساوي مبايعة الملايين من المسلمين، الذين أرهبهم بالسيف والوعد والوعيد أو الذين لم يرهبهم. ولذلك طلب