وسبه بتكثيره سوادهم، ثم أكحله بمرود من دم الحسين فأصبح أعمى.
قال: وعلق شخص رأس الحسين في لبب فرسه، فرؤي بعد أياد وجهه أشد سوادا من القار، فقيل له: كنت أنضر العرب وجها، فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت تلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكس فتسعفني فصرت كما ترى، ثم مات على أقبح حالة، واستشهد الحسين يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة 61 رضي الله عنه.
ومنهم العلامة العارف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني القلقشندي المولود بها سنة 898 والمتوفى بالقاهرة سنة 973 ه في (مختصر تذكرة القرطبي) (ص 125 ط دار الفكر بيروت) قال:
قال الإمام القرطبي وقد قتل الله تعالى قاتل الحسين المسمى شمر أشد قتلة وقاسى حزنا طويلا وألقى رأسه المذموم في الموضع الذي كان لقى فيه رأس الحسين رضي الله عنه وذلك بعد قتله الحسين بستة أعوام وبعث المختار به إلى المدينة فوضع بين يدي بني الحسين رضي الله عنه يقول لو لم يكن على قاتل الحسين من الإثم والمقت إلا اغضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان في ذلك كفاية ثم إنه رضي الله عنه يحلف ويقول والله لو أنه كان لي في دم الحسين مدخل وخيرت بين دخول الجنة والنار لاخترت النار خوفا أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة فنظر إلي نظرة غضب انتهى.
وروى الترمذي عن عمارة بن عمر قال لما جئ برأس عبيد الله بن زياد وألقيت تلك الرؤس في رحبة المسجد صار كل من دخل يقول خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا دنياهم وآخرتهم ثم تباكى الناس حتى انتحبوا من البكاء على الحسين وأولاده وأصحابه فبينما الناس كذلك إذ جاءت حية سوداء فدخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فغابت ثم جاءت فدخلت منخريه ثانيا