حتى فعلت ذلك ثلاث مرات من بين تلك الرؤس والناس يقولون قد خاب عبيد الله وأصحابه وخسروا.
قال العلماء وكان ذلك مكافأة له على ما فعل برأس الحسين وهي من علامات العذاب الظاهر الذي حل به فضلا عن العذاب الباطن ثم إن الله تعالى سلط المختار على أصحاب عبيد الله كلهم فقتلهم شر قتلة حتى أوردهم النار وذلك أن الأمير مذحج بن إبراهيم بن مالك لقى عبيد الله بن زياد على خمسة فراسخ من الموصل وعبيد الله في ثلاثة وثمانين ألفا وإبراهيم في أقل من عشرين ألفا فتطاعنوا بالرماح وتراموا بالسهام وتضاربوا بالسيوف إلى أن اختلط الظلام فنظر إبراهيم إلى رجل عليه بردة حسناء ودرع سابغة وعمامة من خز دكناء وديباجة خضراء من فوق الدرع وقد أخرج يده من الديباجة ورائحة المسك تفوح منه وفي يده صحيفة مذهبة فقصده الأمير إبراهيم لا لشئ وإنما هو ليأخذ من يده تلك الصحيفة مع الفرس الذي تحته فلما قرب منه لم يلبث أن ضربه ضربة كانت فيها نفسه فتناول الصحيفة وفر الفرس فلم يقدر عليه وإن الناس لا يبصر بعضهم بعضا من شدة الظلمة فتراجع أهل العراق إلى عسكرهم والخيل لا تطأ إلا على القتلى فأصبح الناس وقد فقدوا من أهل العراق ثلاثة وسبعين رجلا وقتل من أهل الشام سبعون ألفا فلما أصبح الناس وجدوا فرس عبيد الله فردوه إلى الأمير إبراهيم وعلم أن الذي قتله في الظلمة هو عبيد الله بن زياد فكبر الأمير إبراهيم وخر ساجدا لله عز وجل وقال الحمد لله الذي أجرى قتله على يدي ثم بعث به إلى المختار ومع الرأس سبعون ألف رأس ذكره المحافظ أبو الخطاب ابن دحية رحمه الله.
ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في (استشهاد الحسين عليه السلام) (ص 107) قال:
وقد قال الترمذي: حدثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير. قال: لما جئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه فنصبت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت