قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، أهل بيتي، فانظروا كيف تحفظوني فيهما). قلنا: يا رسول الله، ومن أهل بيتك؟ قال:
(آل علي، وآل جعفر، وآل العباس، وآل عقيل).
وأما أحمد بن سيار - بالسين المهملة، والياء المعجمة باثنتين من تحتها - فقد ذكرناه مع نظيره: (أحمد بن سنان) في الفصل الثاني من هذا الكتاب.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في (شرح الشفاء للقاضي عياض) (ج 3 ص 410 المطبوع بهامش (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) ط دار الفكر بيروت) قال:
(وقال عليه الصلاة والسلام) أي فيما رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (إني تارك فيكم ما) أي شيئا عظيما فما موصوفة صفتها (إن أخذتم به) أو موصولة والشرطية صفتها أي إن تمسكتم به وعملتم به ويروى ما أن تمسكتم به (لن تضلوا) أي عن الحق بعده أبدا (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) تفصيل بعد الاجمال وقع بدلا أو بيانا (فانظروا) أي فتأملوا وتفكروا (كيف تخلفوني) بتخفيف النون وتشدد أي كيف تعقبونني (فيهما) أي في حقهما ووقع في أصل الدلجي كتاب الله وعترتي بين الشرط والجزاء وهو مخالف للأصول المعتمدة ثم المراد بعترته أخص قرابته وقيل المراد علماء أمته فالتمسك بالقرآن التعلق بأمره ونهيه واعتقاد جميع ما فيه وحقيقته والتمسك بعترته محبتهم ومتابعة سيرتهم.
وقال أيضا في ج 4 ص 424: (وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله تعالى) بالجر بدل مما قبله ويجوز رفعه ونصبه (وعترته) بكسر أوله أي أقاربه وأهل بيته وسميا بالثقلين إما لثقلهما على نفوس كارهيهما أو لكثرة حقوقهما فهما شاقان أو لعظم قدرهما أو لشدة الأخذ بهما أو لثقلهما في الميزان من قبل ما أمر به فيهما أو لأن عمارة الدين بهما كما عمرت الدنيا بالإنس والجن المسميين بالثقلين في قوله تعالى (سنفرغ لكم