بأحد أئمة الاسلام، وهل يعقل إن الحافظ يجهل كون الكافر مجروحا مطلقا حتى يستشكل جرحهم له سبحانك هذا بهتان عظيم، والحق إن من كفر بتشيعه كمن اعتقد نبوة علي عليه السلام أو ألوهيته ومثله من كفر بنصبه كمن اعتقد نبوة يزيد كلاهما بمنزلة واحدة، ومنهم من يعتقد أنه من السابقين الأولين من الصحابة وقد كان من الفرقة الأخيرة طائفة عظيمة بقيت إلى ما بعد السبعمائة، ومنهم كثير ممن يدعي التصوف وينتسب إلى الحنابلة ومنهم من قال فيمن توقف في يزيد أنه يوقف على النار وهؤلاء كلهم لا يقول بعدالتهم أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، وأما من يعتقد كفر الشيخين رضي الله عنهما أو فسقهما ويتبرأ منهما، ومن يعتقد كفر علي وعثمان رضي الله عنهما أو فسقهما ويتبرأ منهما، فينبغي أن يقال فيهما بقول واحد فإنهما فريقان متقابلان (فإن قيل) إن الفرق بين الشيخين وعلي وعثمان عظيم (قلنا) ليقل القائلون في عظم الفرق بينهما ما شاؤوا فلن ينتهي إلى أن يفرق به بين أعراضهم وما حرم الله منهم ولو قيل بصحة الفرق لبطلت حجج أهل السنة على الرافضة وأشباههم، وأما من تولى الشيخين وعثمان معهما وتبرأ من علي، ومن تولاهما وتولى عليا معهما وتبرأ من عثمان فهذا فريقان متقابلان فينبغي أن يقال في أحدهما بمثل ما قيل في الآخر من جرح أو تعديل ولا يقتضي الإنصاف إلا ذلك، فأما جرح من تولى الأربعة وفضل عليهم عليا أو لم يفضله ولكن اعتقد إنه كان مصيبا في حروبه وتعديل من سب عليا وتبرأ منه وأبغضه ولكنه تولى الثلاثة فلا يقوله إلا من كان متقلدا مذهب النواصب وهذا النوع هو الذي استشكله الحافظ ابن حجر وأخبث منه من يجرح من تكلم في مقاتلي علي عليه السلام ويعدل من تكلم فيه وفي ناصريه وقد قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان والصواب موالاتهما جميعا ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع) ا ه ومراده بالشيعي المبتدع من يتولى عليا ويبرأ من عثمان رضي الله عنهما فإن الشيعة فرق كالنواصب وقد تزيد بدعة بعض
(١٨٤)