وعلماء الدنيا داعية إلى نفرة العامة وخوف الخاصة من التحديث بذلك والناس على دين ملوكهم ولولا بقية من المخلصين صبروا على خوف من الفراعنة فنقلوا بعض ما بلغهم من ذلك لذهب ما بقي من الوارد في أهل البيت في طي الخفاء وعكس ذلك أن يروي بعض غلاة النواصب الأحاديث الموضوعة التي يعترف جهابذة الحديث بوضعها وإنها من الافتراء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذب محض لا يحل نقله ولا سماعه إلا لمجرد التحذير منه وتقتضي الحال أن يبقى معدودا في رجال الصحيح وهذا من تأثير القوة فإن لها كسوة تستر معائب من يلوذ بها وبالجملة فلا عبرة بطعنهم في عبد الله بن عمر كما قرره الحافظ ابن حجر.
فقال بعد أن نقل كلام ابن عدي في أبان بن تغلب أنه من أهل الصدق وإن كان مذهبه مذهب الشيعة ما لفظه (قلت هذا قول منصف وأما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وربما اعتقد مصيبا حروبه وإن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا لا سيما إن كان غير داعية وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة) ا ه كلام الحافظ ولم يذكر رحمه الله تعالى حكم الناصبي الغالي وهو مقابل الرافضي وإنما استشكل في بعض كلامه جرحهم الشيعي مطلقا وتعديلهم الناصبي غالبا ولعمري إنه موضع إشكال وما الذي أحل عرض أمير المؤمنين علي عليه السلام وبعضه حتى لم يؤثر ذلك في عدالة مبغضيه وسابيه وحرم عرض غيره إن هذا لشئ عجاب وقد رام بعض المتحذلقين أن يفسر كلام الحافظ ابن حجر فزعم أنه أراد بالشيعي الذي جرحوه مطلقا الشيعي الكافر الذي يعتقد بنبوة علي عليه السلام أو ألوهيته وهذا كذب وفضيحة قد أنزل هذا القائل الحافظ ابن حجر بمنزلة من الجهل لن ينزل بها حتى قريب العهد بالاسلام، فكيف