على الحصر فهم فقط، وامتيازهم عن غيرهم بهذه المآثر الكريمة المشرفة دون سواهم. وتتلألأ أنوار السنة المطهرة، لتفعم دنيا المسلمين بفضائل أهل البيت، فيخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن يزيد بن حيان التيمي قال:
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا بن أخي.. والله لقد كبرت سني، وقد عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما - بين مكة والمدينة - فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: (أما بعد.. ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به). فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: (وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي).
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.
قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.
قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.. ا ه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يا بني عبد المطلب.. إني سألت الله أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وأن يجعلكم جوداء نجداء رحماء).
فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام، ثم لقي الله مبغضا لأهل بيت محمد دخل النار).