____________________
نزل فيه الوحي المبين المشتمل على التهديد، لكن لم يكن من المرأتين - ولا سيما عائشة - إلا الاستمرار في الايذاء للرسول بأنحاء مختلفة، حتى أن في بعض الموارد حيث اطلع أبوها على ما فعلت تناولها ضربا شديدا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاضر، كما رواه أرباب الصحاح والسنن، ولو أردنا تفصيل الكلام في ذلك لخرجنا عن المقصود.
وعلى الجملة، فإن عائشة ما تابت عما فعلت وما صفى قلبها، بل استمرت في نظائر ذلك الذي فعلت ونزل فيه القرآن المجيد... فما ذكره الرجل دفاعا عنها غير مفيد، وتنظير أفعال عائشة ببعض ما صدر من بعض الصحابة غير سديد.
وأما المعارضة بما وضعته يد الناصبة من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ابنة أبي جهل فمردودة، بأن القصة موضوعة للكيد من رسول الله المصطفى وعلي المرتضى والصديقة الكبرى، كما أثبتنا ذلك والحمد لله.
وأما المعارضة بتوقف الإمام عليه السلام عن محو اسم النبي عن كتاب الصلح، فإنما تدل على سوء فهم الرجل أو شدة تعصبه، فالإعراض عن بيان سقوطها أولى كما لا يخفى، ويكفي أن نعلم بأن من علمائهم من يجعل هذه القصة مؤيدة لما رووا من تراجع أبي بكر عن موضعه في الصلاة، مع أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يستمر، قال الشوكاني: " تقرير النبي له على ذلك يدل على ما قاله البعض من أن سلوك طريق الأدب خير من الامتثال، ويؤيد ذلك عدم إنكاره على علي لما امتنع من محو اسمه في قصة الحديبية " (1).
وعلى الجملة، فإن عائشة ما تابت عما فعلت وما صفى قلبها، بل استمرت في نظائر ذلك الذي فعلت ونزل فيه القرآن المجيد... فما ذكره الرجل دفاعا عنها غير مفيد، وتنظير أفعال عائشة ببعض ما صدر من بعض الصحابة غير سديد.
وأما المعارضة بما وضعته يد الناصبة من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ابنة أبي جهل فمردودة، بأن القصة موضوعة للكيد من رسول الله المصطفى وعلي المرتضى والصديقة الكبرى، كما أثبتنا ذلك والحمد لله.
وأما المعارضة بتوقف الإمام عليه السلام عن محو اسم النبي عن كتاب الصلح، فإنما تدل على سوء فهم الرجل أو شدة تعصبه، فالإعراض عن بيان سقوطها أولى كما لا يخفى، ويكفي أن نعلم بأن من علمائهم من يجعل هذه القصة مؤيدة لما رووا من تراجع أبي بكر عن موضعه في الصلاة، مع أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يستمر، قال الشوكاني: " تقرير النبي له على ذلك يدل على ما قاله البعض من أن سلوك طريق الأدب خير من الامتثال، ويؤيد ذلك عدم إنكاره على علي لما امتنع من محو اسمه في قصة الحديبية " (1).