فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى * مساغا لنابيه الشجاع لصمما (1) قال الأزهري: وأنشده لنا الفراء: لناباه على اللغة القديمة لبعض العرب.
قلت: ونسبها الشريشي في شرح المقامات لشمر.
وصمم السيف: إذا أصاب المفصل وقطعه أو طبق، هكذا في النسخ، وهو مخالف لنص الجوهري وغيره من الأئمة؛ فإنهم قالوا: صم السيف إذا مضى في العظم وقطعه، فإذا أصاب المفصل وقطعه يقال: طبق، قال الشاعر يصف سيفا:
* يصمم أحيانا وحينا يطبق (2) * فتأمل ذلك، فإن إصابة المفصل وقطعه هو التطبيق، وأما التصميم فهو المضي في العظم وقطعه.
وصمم الرجل الفرس العلف تصميما: إذا أمكنه منه فاحتقن فيه الشحم والبطنة، وهو مجاز.
وصمم صاحبه الحديث: إذا أوعاه إياه، وجعله يحفظه، وهو مجاز أيضا.
ورجل صمم وفرس صمم محركة، وصمصام، وصمصامة، وصمصم كزبرج، وعلبط، وعلابط، وعلابطة، أي مصمم، الذكر والأنثى في الفرس سواء.
وقال أبو عبيدة: من صفات الخيل الصمم، والأنثى صممة، وهو الشديد الأسر المعصوب، قال الجعدي:
وغارة تقطع الفيافي قد * حاربت فيها بصلدم صمم (3) والصمصام: السيف الذي لا ينثني في ضريبته كالصمصامة. وفي حديث أبي ذر: " لو وضعتم الصمصامة على رقبتي ".
وفي حديث قس: " تردوا بالصماصم " أي جعلوها لهم بمنزلة الأردية لحملهم لها وحمل حمائلها على عواتقهم.
قال الجوهري: وهما أيضا اسم سيف (4) عمرو بن معد يكرب الزبيدي هو الذي سماه بذلك، وقال حين وهبه:
خليل لم أخنه ولم يخني * على الصمصامة السيف السلام (5) قال ابن بري: صواب إنشاده:
* على الصمصامة ام سيفي سلامي * وبعده:
خليل لم أهبه من قلاه * ولكن المواهب في الكرام حبوت به كريما من قريش * فسر به وصين عن اللئام (6) يقول عمرو هذه الأبيات لما أهدى صمصامته لسعيد بن العاص. قال: ومن العرب من يجعل صمصامة غير منون معرفة للسيف، فلا يصرفه إذا سمى به سيفا بعينه، كقول القائل:
* تصميم صمصامة حين صمما * والصمم (7) كزبرج: الغليظ القصير من الرجال، واقتصر أبو عبيد على الغليظ. ويقال: هو الجريء الماضي.
والصمصمة بهاء: وسط القوم ويفتح.
والصمصمة: الجماعة من الناس كالزمزمة. قال:
وحال دوني من الأنبار صمصمة * كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا (8) ويروى زمزمة، وليس أحد الحرفين بدلا من صاحبه؛ لأن الأصمعي قد أثبتهما جميعا ولم يجعل لأحدهما مزية على صاحبه. ج صمصم.
والصمصم: كعلبط، وعلابط: الأسد لشدته وصلابته.