ابن خباب صاحب رسول الله (ص) ثم أهوى إلى ثوبه يتناوله من الأرض وكان سقط عنه لما أفزعوه، فقالوا له: أفزعناك؟ قال: نعم، قالوا: له لا روع عليك فحدثنا عن أبيك بحديث سمعه من النبي (ص) لعل الله ينفعنا به. قال: حدثني أبي عن رسول الله (ص) أن فتنة تكون يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه يمسى فيها مؤمنا ويصبح فيها كافرا، ويصبح فيها كافرا ويمسي فيها مؤمنا. فقالوا: لهذا الحديث سألناك، فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا قالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته وفي آخرها قال: إنه كان محقا في أولها وفي آخرها. قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال: إنه أعلم بالله منكم وأشد توقيا على دينه وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها! والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا! فأخذوه فكتفوه ثم أقبلوا به وبامرأته وهي حبلى متم حتى نزلوا تحت نخل مواقر فسقطت منه رطبة فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه، فقال أحدهم: بغير حلها وبغير ثمن! فلفظها وألقاها من فمه! ثم أخذ سيفه فأخذ يمينه، فمر به خنزير لأهل الذمة فضربه بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض! فأتى صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره! فلما رأى ذلك منهم ابن خباب قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى فما علي منكم بأس، إني لمسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا، ولقد آمنتموني قلتم لا روع عليك! فجاءوا به فأضجعوه فذبحوه وسال دمه في الماء! وأقبلوا إلى المرأة فقالت إني إنما أنا امرأة ألا تتقون الله! فبقروا بطنها!
وقتلوا ثلاث نسوة من طيئ وقتلوا أم سنان الصيداوية! فبلغ ذلك عليا ومن معه من المسلمين من قتلهم عبد الله بن خباب واعتراضهم الناس، فبعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم فينظر فيما بلغه عنهم، ويكتب به إليه على وجهه ولا يكتمه، فخرج حتى انتهى إلى النهر ليسائلهم فخرج القوم إليه فقتلوه! وأتى