علي بن أبي طالب عليه السلام في من قتل يوم النهروان من الخوارج).
ويظهر أن حرقوصا أجاد العمل في البصرة والأهواز وكرمان، فصار له حزب وأتباع، فقد ظهروا في حرب الجمل عندما نادى منادي أمير المؤمنين عليه السلام بعد النصر: (أن لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ولا يكشف ستر، ولا يؤخذ مال، فقال قوم يومئذ: ما يحلل لنا دماءهم ويحرم علينا أموالهم؟! فيومئذ تكلمت الخوارج! وكان متكلمهم رجل اسمه عباد بن قيس، قال: يا أمير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية، ولا عدلت بالرعية! فقال: ولم ويحك؟! قال: لأنك قسمت ما في العسكر وتركت الأموال والنساء والذرية. فقال: أيها الناس من كانت به جراحة فليداوها بالسمن! (أي أعرض عنه، وعلم المسلمين مداواة الجراحة) فقال عباد: جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى يدركك غلام ثقيف.... يا أخا بكر أنت أمرؤ ضعيف الرأي، أوما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير، وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة، وتزوجوا على رشدة، وولدوا على فطرة، وإنما لكم ما حوى عسكرهم، وما كان في دورهم فهو ميراث، فإن عدا أحد منهم أخذناه بذنبه، وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره... فمهلا مهلا رحمكم الله، فإن لم تصدقوني وأكثرتم علي، وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد، فأيكم يأخذ عائشة بسهمه؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا، فنحن نستغفر الله تعالى)! انتهى.
لكن حرقوصا، وعبادا، ومسعر بن فدكي، وعبد الله بن وهب الراسبي، وغيرهم من قيادات الخوارج، لم يقتنعوا! وواصلوا عملهم في نشر أفكارهم ووجدوا أتباعا على شاكلتهم، وكثروا في البصرة والكوفة والأهواز ومناطق أخرى، يحملون أفكارهم العنيفة التي تكفر من خالفهم، ثم وصلوا إلى تكفير