فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ويل لك، بل الويل لشانئك، ثم نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني، ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون، وما أعد لك أفضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله. فقالت: حسبي الله، وأمسكت). انتهى.
وقال في شرح النهج: 16 / 252: (فما رأينا يوما أكثر باكيا أو باكية من ذلك اليوم).
ولهذه الخطبة وأجزائها مصادر عديدة نكتفي منها بما ذكرنا وبالاحتجاج: 1 / 131.
تأثير خطبة الزهراء عليها السلام على السلطة القرشية!
من الثابت أن وضع السلطة القرشية كان ضعيفا في الأسابيع الأولى، وقد اعترف عمر بأن عامة الأنصار كانوا معارضين لهم، فقال كما في البخاري: 8 / 26: (إنه قد كان من خبرنا حين توفي الله نبيه أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما). انتهى.
وعد المؤرخون عشرات الصحابة من الأنصار والمهاجرين، أدانوا السقيفة، أو امتنعوا عن البيعة، وإنما كان المعتصمون في بيت علي وفاطمة صلى الله عليه وآله بعضهم!
وقد هزت هذه الخطبة الفاطمية وضع السلطة القرشية الجديدة، وذكر الرواة أن البكاء عم الناس ذلك اليوم، وأن بعض الأنصار هتفوا باسم علي عليه السلام للخلافة فخاف أبو بكر وعمر أن يتحرك الأنصار لنصرة عترة النبي صلى الله عليه وآله والإطاحة بهم! ولذلك بادر أبو بكر وخطب فنال من علي عليه السلام بدون أن يسميه، وهدد الأنصار بطلقاء قريش المتكاثرين في المدينة! ولا بد أنهم قاموا بأعمال أخرى حتى استطاعوا أن يهدؤوا الوضع، ويسكتوا أنصار فاطمة والعترة النبوية!
قال الجوهري في السقيفة ص 104: (فلما سمع أبو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال: أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة، أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله، ألا من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، إنما هو ثعالة