الموجة الأولى: الهجوم القرشي على بيت النبي صلى الله عليه وآله اتفق الرواة والمؤرخون أن الذي حصل في اليوم الثاني لوفاة النبي صلى الله عليه وآله هو أن مجموعة من الصحابة جاؤوا إلى بيت علي وفاطمة صلى الله عليه وآله، لا لكي يعزوهم بوفاة النبي صلى الله عليه وآله، بل كانوا حاملين سيوفهم وأكداسا من الحطب ومشعل نار، ووضعوا الحطب على باب الدار، وأنذروا المجتمعين فيه أن يخرجوا ويبايعوا أبا بكر، وإلا أحرقوا الدار بمن فيه! وكان في الدار فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء أهل الجنة، وعلي عضد رسول الله وابن عمه وصهره، والحسن والحسين سبطا رسول الله، وسيدا شباب أهل الجنة، وعدد من كبار الصحابة، من المهاجرين والأنصار!
وكان جرمهم أنهم كانوا مشغولين بمراسم تجهيز النبي صلى الله عليه وآله ودفنه، فتفاجؤوا بأن عددا من الصحابة الذين تركوا مراسم جنازة النبي صلى الله عليه وآله وذهبوا خلسة عنهم واجتمعوا في سقيفة، وتحاجوا فيمن هو الأحق بوراثة سلطان محمد، فبادر عمر وبايع صاحبه أبا بكر وبايعه بضعة أشخاص، وتجمع معهم الطلقاء شاهرين سيوفهم يطلبون من المسلمين البيعة (بكامل اختيارهم وإرادتهم الحرة)!
فلما سمع علي عليه السلام والمشغولون بدفن النبي صلى الله عليه وآله اجتمعوا يتداولون فيما يفعلون فاستحقوا المهاجمة والتهديد بالقتل وحرق الدار على من فيه إن لم يبايعوا!!
معنى هذا: أنه بمجرد أن أغمض النبي صلى الله عليه وآله عينيه عاد قانون: الحق لمن غلب وعادت ثقافة الغارة والقتل، وأسلوب حرق البيوت على من فيها من أحياء!
ولم تقف المسألة عند عودة ثقافة الغارة والقتل وقانون الغلبة! فالأفظع منها أن الحكومات القرشية ربت أجيال المسلمين على تقديس ذلك العنف والافتخار به!