معركة النهروان!
قال الطبري: 4 / 62: عن زيد بن وهب أن عليا أتى أهل النهر، فوقف عليهم فقال: أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة، وصدها عن الحق الهوى وطمح بها النزق، وأصبحت في اللبس والخطب العظيم، إني نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم الأمة غدا صرعى بأثناء هذا النهر، وبأهضام هذا الغائط، بغير بينة من ربكم، ولا برهان بين! ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة، وأخبرتكم أن طلب القوم إياها منكم دهن ومكيدة لكم، ونبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وأني أعرف بهم منكم، عرفتهم أطفالا ورجالا، فهم أهل المكر والغدر، وأنكم إن فارقتم رأيي جانبتم الحزم، فعصيتموني! حتى إذا أقررت بأن حكمت، فلما فعلت شرطت واستوثقت، فأخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن، وأن يميتا ما أمات القرآن، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة، فنبذنا أمرهما ونحن على أمرنا الأول، فما الذي بكم ومن أين أتيتم؟!
قالوا: إنا حكمنا فلما حكمنا وأثمنا وكنا بذلك كافرين! وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك، وإن أبيت فاعتزلنا فإنا منابذوك على سواء، إن الله لا يحب الخائنين! فقال علي: أصابكم حاصب، ولا بقي منكم وأبر، أبعد إيماني برسول الله صلى الله عليه وآله وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله، أشهد على نفسي بالكفر، لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. ثم انصرف عنهم....
... أن عليا قال لأهل النهر: يا هؤلاء إن أنفسكم قد سولت لكم فراق هذه الحكومة التي أنتم ابتدأتموها وسألتموها وأنا لها كاره، وأنبأتكم أن القوم سألوكموها مكيدة ودهنا، فأبيتم علي إباء المخالفين، وعدلتم عني عدول النكداء العاصين، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم، وأنتم والله معاشر أخفاء الهام سفهاء الأحلام، فلم آت لا