مقادير الله تعالى لرسوله وعترته صلى الله عليه وآله قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وآله وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها! وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته)! (شرح النهج: 20 / 298).
لكن الله تعالى شاء أن يحفظ مكانة نبيه صلى الله عليه وآله، فلا تقتله قريش طمعا في ملكه، ولا ترتد عليه في حياته، وأن يتحمل نكسة الأمة من بعده وصيه علي عليه السلام!
وكذلك الأمر في علي عليه السلام فقد رتبت قريش ضده السقيفة، وأجبرته أن يبايع صاحبها، وبعد خمس وعشرين سنة نقمت الأمة على حكم قريش حيث استأثر عثمان الأموي بمقدراتها وأساء الاستئثار، فثار عليه بقية الصحابة والأمة وقتلوه، وتوجهوا إلى علي عليه السلام وبايعوه بالخلافة، فبدأ علي عليه السلام مشروعه في إعادة العهد النبوي، واستجابت له الأمة فعملت معه فيه، حتى نفد مخزونها في الجهاد، وصارت بين يديه كالتراب!
وفي المقابل أخذت الموجة القرشية الجديدة بقيادة معاوية تلاقي استجابة من الأمة! وكانت خطط دهاة قريش والعرب: معاوية، وعمرو العاص، والأشعث والمغيرة بن شعبة، أن يجبروا عليا عليه السلام على تسليم الخلافة إلى معاوية، أو يعتقله المنافقون في صفين، أو العراق، ويسلموه إلى معاوية، فيكون أسير معاوية وعبده، وربما من عليه معاوية وأطلقه جزاء لأسر النبي صلى الله عليه وآله أبا سفيان وزعماء قريش عند فتح مكة ومنه عليهم بالحياة، فتكون واحدة بواحدة!
لكن حكمة الله تعالى شاءت أن تبقى شخصية علي عليه السلام محفوظة، ومشروعه لإعادة العهد النبوي مصونا في ضمير الأمة وتاريخها، وأن يتحمل انهيار الأمة