مخزون الأمة النبوي نفد.. ولم تستجب لعلي عليه السلام لتجديد شحنتها!
المتأمل في حياة الأمة الإسلامية، يرى أنها استسلمت بمجرد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بل في مرض وفاته إلى زعماء قريش وجمهورهم الطلقاء، الذين كانوا حشدوهم في المدينة! فقد استخذى الأنصار عن نصرة نبيهم عندما طلب من الأمة أن يلتزموا بتنفيذ عهده الذي يريد أن يكتبه لهم، فمنعته قريش الطلقاء!
واستخذى الأنصار عن نصرة عترة نبيهم صلى الله عليه وآله، وتراجعوا أمام نشاط عمر وحزبه! وساعد على ذلك اشتداد الاختلاف بين الأوس والخزرج، ومرض رئيس الخزرج القوي سعد بن عبادة رحمه الله.
وغاية ما فكر فيه الأنصار أن قريشا ما دامت قررت أن تصرف الخلافة عن أهل بيت نبيها، فلماذا لا يطالبون بها لأنفسهم فهم أحق بخلافة النبي صلى الله عليه وآله من القرشيين الطلقاء الذين دخلوا في الإسلام بالأمس، بسيوف الأنصار!
لكن خطة سهيل بن عمرو وأبي بكر وعمر كانت أقوى من خطتهم، فعندما أغمض النبي صلى الله عليه وآله عينيه كان عمر متقلدا سيفه يصيح لا تقولوا مات النبي!
ويقسم إنه لم يمت وإنه سيرجع! وأنه سيقتل من يقول إنه مات! وكان ينتظر مجئ أبي بكر فلما جاء دخل إلى الحجرة وكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وآله قال نعم إنه مات! وغطى وجهه وقال لبني هاشم (دونكم صاحبكم) وخرج هو وعمر (يتعاديان) إلى السقيفة، ليصفق عمر على يده في مجلس سعد بن عبادة المريض!
(ثم قام (أبو بكر) فقال: عندكم صاحبكم، يغسلونه.. ثم خرج)! (مجمع الزوائد: 5 / 182) (فانطلق أبو بكر وعمر يتعاديان حتى أتوهم في السقيفة). (سيرة ابن كثير: 4 / 490). وغلب عمر وأبو بكر سعدا وابنه قيسا بأن النبي صلى الله عليه وآله من قريش وهم أولى بسلطانه!