انتصرت عائشة جزئيا في البصرة فاختلف طلحة والزبير على إمامة الصلاة!
قال اليعقوبي في تاريخه: 2 / 181: (وقدم القوم البصرة، وعامل علي عثمان بن حنيف، فمنعها ومن معها من الدخول فقالا: لم نأت لحرب وإنما جئنا لصلح، فكتبوا بينهم وبينه كتابا أنهم لا يحدثون حدثا إلى قدوم علي، وأن كل فريق منهم آمن من صاحبه. ثم افترقوا، فوضع عثمان بن حنيف السلاح، فنتفوا لحيته وشاربه وأشفار عينيه وحاجبيه، وانتهبوا بيت المال وأخذوا ما فيه، فلما حضر وقت الصلاة تنازع طلحة والزبير، وجذب كل واحد منهما صاحبه، حتى فات وقت الصلاة، وصاح الناس: الصلاة الصلاة يا أصحاب محمد! فقالت عائشة: يصلي محمد بن طلحة يوما وعبد الله بن الزبير يوما، فاصطلحوا على ذلك!!
فلما أتى عليا الخبر سار إلى البصرة، واستخلف على المدينة أبا حسن بن عبد عمرو أحد بني النجار، وخرج من المدينة ومعه أربعمائة راكب من أصحاب رسول الله، فلما صاروا إلى أرض أسد وطئ تبعه منهم ستمائة، ثم صار إلى ذي قار، ووجه الحسن وعمار بن ياسر، فاستنفر أهل الكوفة، وعامله يومئذ على الكوفة أبو موسى الأشعري فخذل الناس عنه، فوافاه منهم ستة آلاف رجل، ولقيه عثمان بن حنيف فقال: يا أمير المؤمنين، وجهتني ذا لحية فأتيتك أمرد! وقص عليه القصة). انتهى.
وفي نهج السعادة للمحمودي: 1 / 266: (ومن كلام له عليه السلام قاله لما قدم عليه بذي قار، عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري رحمه الله، وقد نكل به طلحة والزبير ونتفوا جميع ما في وجهه من الشعر، فنزل على أمير المؤمنين عليه السلام وهو باك فقال له: يا عثمان بعثتك شيخا فرددت إلي أمرد! اللهم إنك تعلم أنهم