وقال أبو مخنف: صلى علي بالناس يوم النحر وعثمان محصور فبعث إليه عثمان ببيت الممزق، وكان رسوله به عبد الله بن الحارث، ففرق علي الناس عن طلحة، فلما رأى ذلك طلحة دخل على عثمان فاعتذر، فقال له عثمان: يا ابن الحضرمية! ألبت علي الناس ودعوتهم إلى قتلي، حتى إذا فاتك ما تريد جئت معتذرا، لا قبل الله ممن قبل عذرك. الأنساب: 5 / 77). انتهى.
وفي كتاب الجمل للمفيد ص 232: (وروى محمد بن إسحاق عن أبي جعفر الأسدي، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر، قال: كنت مع عثمان وهو محصور، فلما عرف أنه مقتول بعثني وعبد الرحمن بن أزهر إلى علي عليه السلام وقد استولى طلحة على الأمر وقال: انطلقا وقولا له: إنك أولى بالأمر من ابن الحضرمية، فلا يغلبنك على أمر ابن عمك). انتهى.
علي عليه السلام يستجيب لإصرار الصحابة والتابعين على بيعته!
بعد خمسة أيام أو ثمانية أيام من مقتل عثمان، وإصرار الصحابة على علي عليه السلام أن يقبل البيعة وينهض لإصلاح الأمور أجابهم عليه السلام وبايعه في المسجد الذين بايعوا أبا بكر، وخطب فقال عليه السلام:
(ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم، إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات، حجزته التقوى عن تقحم الشبهات. ألا وإن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيكم صلى الله عليه وآله! والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة، ولتغربلن غربلة، ولتساطن سوط القدر، حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا! والله ما كتمت وشمة، ولا كذبت كذبة، ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم! ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار. ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة. حق وباطل ولكل أهل، فلئن أمر الباطل لقديما فعل،