كما يمكن أن نفسره بأن معاوية أرسل أموالا إلى الأشعث فوزع منها على بعض رؤسائهم فوقفوا معه، ثم غلب على جوهم الرؤساء الذين لم يقبضوا، وكان أكثرهم حماسا عروة بن أدية التميمي الذي صاح بشعار (لاحكم إلا لله) ونهض إلى الأشعث ليقتله! وهذا الذي أرجحه!
وقد وصف نصر بن مزاحم في صفين ص 517، سرعة تغير موقفهم بعد إمضاء وثيقة الهدنة، فقال: (فنادت الخوارج أيضا في كل ناحية: لا حكم إلا الله، لا نرضى بأن نحكم الرجال في دين الله، قد أمضى الله حكمه في معاوية وأصحابه أن يقتلوا أو يدخلوا معنا في حكمنا عليهم، وقد كانت منا خطيئة وزلة حين رضينا بالحكمين، وقد تبنا إلى ربنا ورجعنا عن ذلك، فارجع كما رجعنا وإلا فنحن منك براء. فقال علي عليه السلام: ويحكم أبعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟! أو ليس الله يقول: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون. قال: فبرئوا من علي وشهدوا عليه بالشرك، وبرئ علي منهم)! (راجع أيضا كتاب صفين ص 514 و 518).
* *