3 - يوم واجهت المهاجمين لدارها!
فخاطبتهم من وراء باب الدار كما تقدم في رواية ابن قتيبة: (لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم! تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقا)! ولما كرروا تهديدهم بإحراق الدار صاحت: (يا رسول الله ماذا لقينا من ابن أبي قحافة وابن الخطاب بعدك! يا عمر جئت لتحرق علينا دارنا!). ثم تفاقم الأمر وأشعلوا النار بالباب، ودفعوه والزهراء عليها السلام خلفه!!
قال السيد جعفر مرتضى في كتاب مأساة الزهراء عليها السلام: 2 / 96: (نقل جماعة سيأتي في الموضع المذكور ذكر أساميهم، والكتب التي نقلوا فيها، منهم الطبري، والجوهري، والقتيبي، والسيوطي، وابن عبد ربه، والواقدي، وغيرهم خلق كثير: أن عمر بن الخطاب وجماعة معه، منهم خالد بن الوليد، أتوا بأمر أبي بكر إلى بيت فاطمة، وفيه علي والزبير، وغيرهما، فدقوا الباب، وناداهم عمر، فأبوا أن يخرجوا. فلما سمعت فاطمة أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية: يا أبتاه، يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة.
وفي رواية القتيبي وجمع غيره: أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها. فقيل له: إن فيها فاطمة؟! فقال: وإن!! وفي رواية ابن عبد ربه: أن فاطمة قالت له: يا ابن الخطاب أجئتنا لتحرق دارنا؟ قال: نعم. وفي رواية زيد بن أسلم: أنها قالت: تحرق علي وعلى ولدي؟ قال: إي والله، أو ليخرجن وليبايعن.
ثم إن القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها وبكاءها انصرف أكثرهم باكين، وبقي عمر وقوم معه فأخرجوا عليا. حتى في رواية أكثرهم: أن عمر دخل البيت وأخرج الزبير ثم عليا. واجتمع الناس ينظرون، وصرخت فاطمة