(2) غارة النعمان بن بشير على عين التمر وفي الغارات: 2 / 450: (فأقبل النعمان بن بشير في ألف رجل حتى أغار على العين (عين التمر)، فاستعان مالك بن كعب مخنف بن سليم، وكان معه ناس كثير كانوا متفرقين. قال عبد الله بن مخنف: فندب معي أبي مخنف خمسين رجلا ولم يوافه يومئذ غيرهم، فبعثني عليهم فانتهيت إلى مالك بن كعب وهو في مائة والنعمان وأصحابه قاهرون لمالك، فانتهينا إليه مع الماء فلما رأوني ظنوا أن ورائي جيشا فانحازوا، فالتقيناهم فقاتلناهم وحجز الليل بيننا وبينهم وهم يظنون أن لنا مددا فانصرفوا، فقتل من أصحاب مالك بن كعب عبد الرحمن بن حرم الغامدي، وضرب مسلم بن عمرو الأزدي على قمته فكسر، وانصرف النعمان. فبلغ الخبر عليا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل الكوفة، المنسر من مناسر أهل الشام إذا أظل عليكم أغلقتم أبوابكم وانجحرتم في بيوتكم انجحار الضبة في جحرها، والضبع في وجارها! الذليل من نصرتموه، ومن رمى بكم رمى بأفوق ناصل، أف لكم لقد لقيت منكم ترحا، ويحكم يوما أناجيكم ويوما أناديكم، فلا أجاب عند النداء، ولا إخوان صدق عند اللقاء، أنا والله منيت بكم، صم لا تسمعون، بكم لا تنطقون، عمي لا تبصرون! فالحمد لله رب العالمين! ويحكم أخرجوا إلى أخيكم مالك بن كعب فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع من أهل الشام ليس بالكثير، فانهضوا إلى إخوانكم لعل الله يقطع بكم من الظالمين طرفا، ثم نزل. فلم يخرجوا! فأرسل إلى وجوههم وكبرائهم فأمرهم أن ينهضوا ويحثوا الناس على المسير، فلم يصنعوا شيئا!.....
لما دخل علي عليه السلام منزله قام عدي بن حاتم فقال: هذا والله الخذلان القبيح، هذا والله الخذلان غير الجميل، ما على هذا بايعنا أمير المؤمنين! ثم دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن معي ألف رجل