يعلم أجله ويعرف قاتله!
نحن بسطاء في فهم كثير من الأمور، ومنها تصورنا عن الحياة والأجل! وبسطاء عندما نقيس حياة المعصوم عليه السلام بحياتنا ولا نفهم العالم الذي يحيط به!
نتصور أن غيب الله تعالى يشبه معلوماتنا التي نعرفها ولا يعرفها الآخرون وأن إخبار الله للنبي أو للوصي عليهم السلام على شئ من غيبه، يشبه أن نخبر شخصا عن حدث في المستقبل!
لكن الموضوع والمحمول والشروط في الغيب الإلهي، مختلفة تماما! وقد أعطانا الله تعالى صورة عنها بقوله عز وجل: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا، إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. (الجن: 26 - 27).
فلا بد أن يكون الشخص بدرجة الرسول المرتضى، حتى يتحمل غيب الله تعالى، وحينئذ يخصص له الله ملائكة يرافقونه ويسددونه، حتى لا يتضرر بالغيب الإلهي، وحتى يستعمله في غرضه الرسالي بشكل صحيح!
ولا بد أن يكون هذا الغيب الذي يظهره الله لخاصة أوليائه عليهم السلام من نوع الأمر الإلهي المقضي الذي لابداء فيه، فقد سأل حمران بن بكير الإمام الباقر عليه السلام عن الغيب في هذه الآية، فأجابه: (إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا، وكان والله محمد صلى الله عليه وآله ممن ارتضى، وأما قوله: عالم الغيب فإن الله تبارك وتعالى عالم بما غاب عن خلقه، فما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية، فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه. فأما العلم الذي يقدره الله ويمضيه، فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا). (بصائر الدرجات ص 133).
وبهذه الإشارة إلى هذا البحث المفصل، نفهم أي غيب انضمت عليه جوانح أمير المؤمنين والأئمة من العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام، وأي عالم يحيط بأحدهم