ذهول البراء بن عازب من انقلاب السقيفة قال الجوهري في كتابه (السقيفة) ص 48، وهو من أقدم الكتب في هذا الموضوع: (سمعت البراء بن عازب، يقول: لم أزل لبني هاشم محبا، فلما قبض رسول الله خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله! فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي في الحجرة وأتفقد وجوه قريش، فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وعثمان، وإذ قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذ قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر! فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى!
فأنكرت عقلي!! وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضربا عنيفا وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة، فقال العباس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني!
(عندما أغمض النبي صلى الله عليه وآله عينيه قال العباس لعلي: مد يدك أبايعك ليقال عم رسول الله بايع ابن أخيه، فلم يقبل علي عليه السلام لأنه كان يعلم أن قريشا جمعت الطلقاء في المدينة وهي حاضرة أن تعلن الردة)!
فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد، وسلمان، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان، وحذيفة، وعمارا، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين! فلما كان بليل، خرجت إلى المسجد، فلما صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله بالقرآن، فامتنعت من مكاني فخرجت إلى الفضاء فضاء بني قضاعة، وأجد نفرا يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم، فعرفوني وما أعرفهم، فأتيتهم فأجد المقداد بن