الخوارج بعد النهروان قال السيد جعفر مرتضى في كتاب علي والخوارج: (إن هناك أقواما من الناس قد يكون أكثرهم من أولئك الذين استأمنوا في النهروان، أو أنهم رجعوا بسبب احتجاجات علي عليه السلام وأصحابه عليهم، أو ممن يشبهون الخوارج في عقلياتهم، ونظرتهم إلى الأمور.. إن هذه الجماعات والأقوام قد جنح بهم شذوذهم وجهلهم وحماسهم الأعمى إلى أن يغامروا بحياتهم وبمستقبلهم، فيعلنوا العصيان، ويخرجوا عن الطاعة، فكانت لهم بعد النهروان خرجات على الإمام عليه السلام في شراذم قليلة، في بضعة مئات، أو أقل أو أكثر، وخرج في بعضها عليه ألفان منهم.. فكان يقضي على تلك الحركات الواحدة تلو الأخرى بيسر وسهولة.. فخرجوا عليه بالإضافة إلى النخيلة في: الأنبار، وما سندان، وجرجرايا، والمدائن وسواد الكوفة. (راجع الفرق بين الفرق ص 81، ومقالات الإسلاميين: 1 / 195 / 196 وتاريخ ابن خلدون: 3 / 142 والكامل لابن الأثير: 2 / 372 / 373 وغير ذلك). وحين خرج أبو مريم وظفر بهم أمير المؤمنين عليه السلام فآمن خمسين رجلا منهم استأمنوا، وقتل سائرهم) (راجع أنساب الأشراف بتحقيق المحمودي: 2 / 486). انتهى.
* *