الأشعث يتأكد من نجاح مؤامرته!
اتفقت الروايات على أن ابن ملجم من بني مراد، وكان عداده في كندة، أي تسجيل نفوسه ومسؤوليته الحقوقية والجنائية في كندة ورئيسها الأشعث بن قيس!
وأن ابن ملجم دخل الكوفة قبل شهر من اغتياله لأمير المؤمنين عليه السلام ونزل ضيفا عند الأشعث! واتفقت الروايات على أن الأشعث كان رجل معاوية الأول في العراق، وأنه عمل بكل قدرته لإنجاح مؤامرة ابن ملجم في قتل أمير المؤمنين عليه السلام وأشرك عددا من رجاله فيها! فهل يعقل أن لا يكون معاوية وراءها أو في مجراها؟! قال في مقاتل الطالبيين ص 20: (وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها...). انتهى.
وقال البلاذري في أنساب الأشراف ص 496: (وبعث الأشعث ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي فقال: أي بني أنظر كيف أصبح الرجل وكيف تره؟ فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه، فقال الأشعث: عيني دميغ ورب الكعبة). انتهى. (ومثله في طبقات ابن سعد: 3 / 144، وقال ابن الأثير في النهاية: 2 / 133: (ومنه حديث علي: رأيت عينيه عيني دميغ. يقال رجل دميغ ومدموغ إذا خرج دماغه). (ومثله في لسان العرب: 8 / 424، وغيره).
ولم يتهنأ الأشعث بقتل أمير المؤمنين عليه السلام، فقد هلك بعده بأيام يسيرة (تهذيب التهذيب: 1 / 313 وتاريخ دمشق: 9 / 144) تاركا فرخيه جعدة ومحمد بن الأشعث، ليواصلا تآمر أبيهما على العترة النبوية، ويشتركا في قتل الإمامين الحسن والحسين صلى الله عليه وآله!
* *