6 - قانون الابتلاء والاختبار الابتلاء هو الاختبار، وهو يعني جعل الله تعالى للإنسان تكوينا أو تشريعا، في وضع أو تكليف فيه نوع من المشقة العملية أو النفسية، الظاهرة أو الخفية.
وهو عرفا ضد العافية والسلامة، لكنهما قد يكونان منه. وهو أعم من الفتنة مطلقا، إذ قد يكون الابتلاء بالضراء والسراء: (النمل: 40، والأعراف: 168).
وهو أقسام كثيرة أيضا، فمنه الابتلاء بالمرض والفقر والموت والناس، وبالحالات النفسية. ومنه ابتلاء فردي واجتماعي.. الخ. وبما أن الفتنة نوع منه، فكل آيات الفتنة تعني الابتلاء والاختبار. وهذه أهم آيات ابتلاء الأمة:
الوعد الإلهي للأمة بالابتلاء والفتنة: (البقرة: 155، وآل عمران: 186).
ابتلاء الأمة بما آتاها الله تعالى: (المائدة: 48).
لا بد أن يبلو الله المؤمنين ويبلو أخبارهم: (محمد: 29 - 31).
وهذه بعض أحاديث فتنة الأمة وابتلائها:
في الكافي: 2 / 52، عن فضيل بن يسار، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأماثل فالأماثل).
وفي حلية الأولياء: 5 / 119، بسنده عن أبي عبيدة بن الجراح، عن عمر بن الخطاب قال: أخذ رسول الله (ص) بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! أتاني جبريل آنفا فقال لي: إنا لله وإنا اليه راجعون، فقلت: أجل إنا لله وإنا اليه راجعون، فمم ذاك يا جبريل؟ فقال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من دهر غير كثير! فقلت فتنة كفر أو فتنة ضلالة؟ فقال: كل سيكون! فقلت: ومن أين وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: فبكتاب الله يفتنون وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم، يمنع الناس الأمراء الحقوق فيظلمون حقوقهم ولا يعطونها فيقتتلون ويفتتنون، ويتبع