3 - وتظهر لك عشوائيتهم، من إنتقائهم لعقائدهم وفتاواهم وأفكارهم، فهم يبحثون عن أي شئ يوافق أمزجتهم المتطرفة، في أي مصدر من حديث أو فقه أو تفسير، أو كلام شخص مهما كان، فيأخذونه علما ويزينونه لأنفسهم!
ويكفيك لذلك أن الأصل الذي قامت عليه دعوتهم كلها (لاحكم إلا لله) والذي صار شعارهم أخذوه من قوله تعالى: قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) (الأنعام: 57).
وقوله تعالى: (ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (يوسف: 40). وقوله تعالى: (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون). (يوسف: 67).
ففهموا من هذه الآيات أن تحكيم رجلين في الحرب بين المسلمين كفر، ويجب على المسلمين قتال من يفعله! مع أن الله تعالى أمر بتحكيم شخصين بين الزوجين فقال: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا). (النساء: 35).
وأمر بتحكيم شخصين في تقدير كفارة صيد المحرم فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام) (المائدة: 95) ولكنهم كانوا وما زالوا عندما يصطدمون بآيات وأحاديث وأدلة تخالف آراءهم، يعرضون عن نصها الصريح ويؤولونها، ويتشبثون بمتشابهات تؤيد آراءهم في العنف والتكفير والقتل والقتال!