سياسة معاوية في الغارات على العراق والحجاز واليمن!
بدأ معاوية بعد صفين بتطبيق سياسة الغارات على أطراف العراق والحجاز واليمن، فكان يرسل جيشا صغيرا من ألف مقاتل أو أكثر، ويأمرهم بقتل كل من صادفوه من أتباع علي عليه السلام، وسلب كل ما وصلت اليه أيديهم!
وتزايدت غارات معاوية في سنة 38، بعد حيلة الحكمين، وبعد أن أخذ لنفسه البيعة بالخلافة من أهل الشام. ثم اشتدت سنة 39، بعد أن استولى على مصر، وبعد تزايد نشاط عملائه في تخذيل المسلمين في العراق عن الحرب!
وكان القتل والنهب والتخريب أهدافا مقصودة من هذه الغارات، يؤكد عليها معاوية لقادتها! وقد حققت أهدافها في إرعاب الناس من معاوية!
وكان الأسوأ وقعا فيها تخاذل المسلمين عن مقاومتها، إلا قليلا! وأمير المؤمنين عليه السلام يحثهم ويتحرق ألما من تخاذلهم!
وقد فصل المحدثون والمؤرخون ذلك، وكتب المؤرخ الثقفي كتابه (الغارات) في الأصل للتأريخ لها، ونكتفي هنا بذكر نماذج منها:
(1) غارة الضحاك بن قيس على السماوة والثعلبية في الغارات للثقفي: 2 / 421: (دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري وقال له: سر حتى تمر بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها، وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى، ولا تقيمن لخيل بلغك أنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها، فسرحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف، جريدة خيل (بدون جمال).