4 - أما عجبهم بأنفسهم فهو الداء الدوي حسب تعبير أمير المؤمنين عليه السلام وهو أصل بلائهم وأبرز (جينات) شخصياتهم! فهم من أبرز من قال الله تعالى فيهم: (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير). (غافر: 56).
ويكفي دليلا على ذلك أن حرقوصا مؤسس مذهبهم واجه النبي صلى الله عليه وآله في حنين بمقولته المتكبرة: إعدل يا محمد! أو: لم تعدل يا محمد! وفي رواية البخاري: 4 / 179: يا رسول الله إعدل! ومعناها أنك لست عادلا وأنا أعدل منك وآمرك أن تعدل! وقد عرف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله بأن مصيبة حرقوص هذا من عجبه بنفسه حتى انه ليرى أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله والناس أجمعين!
ففي مسند أبي يعلى: 1 / 90: (فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا: ها هو ذا! قال (ص): إنكم لتخبروني عن رجل إن على وجهه سفعة من الشيطان، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم! فقال له رسول الله: أنشدتك بالله هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل مني أو أخير مني؟ قال: اللهم نعم!!
ثم دخل يصلي! فقال رسول الله: من يقتل الرجل؟ فقال أبو بكر أنا، فدخل عليه فوجده قائما يصلي فقال: سبحان الله أقتل رجلا يصلي وقد نهى رسول الله عن قتل المصلين! فخرج! فقال رسول الله: ما فعلت؟ قال: كرهت أن أقتله وهو يصلي وقد نهيت عن قتل المصلين! قال عمر: أنا، فدخل فوجده واضعا وجهه فقال عمر: أبو بكر أفضل مني فخرج! فقال رسول الله: مه؟ قال وجدته واضعا وجهه فكرهت أن أقتله! فقال: من يقتل الرجل؟ فقال علي: أنا، قال: أنت إن أدركته. قال فدخل علي فوجده قد خرج فرجع إلى رسول الله، فقال: مه؟ قال وجدته قد خرج! قال: لو قتل ما اختلف في أمتي رجلان، كان أولهم آخرهم.