الصحابة يثورون على عثمان لتسليطه قبيلته بني أمية على مقدرات المسلمين!
عانت الأمة في كل أقاليمها من تسليط عثمان لأقاربه وقبيلته بني أمية على أموال المسلمين وأبدانهم، فقد كون من مقربيه طبقة (قوارين) استأثرت بأموال الدولة والفتوحات، حتى كان بعضهم يكسر الذهب بالفؤوس! في حين كان عامة المسلمين يعيشون الفاقة، وبعضهم يعانون جوعا حقيقيا وعريا حقيقيا! حتى كان أبرار الأمة كأويس القرني رحمه الله يعتذرون إلى الله تعالى من موت من يموت من المسلمين من الجوع والعري!
وقد استنكر الصحابة في المدينة هذا الوضع، وجاؤوا من الأمصار معترضين! ونصحوا عثمان نصحا، ثم وبخوه توبيخا! ولما رأوا أن ذلك لا ينفع ثاروا عليه وحاصروه في دار الخلافة لأكثر من شهر، طالبين منه أن يتوب ويصحح الأوضاع أو يخلع نفسه، فلم يفعل فقتلوه ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين! وخرجوا متظاهرين مطالبين عليا عليه السلام أن يتولى الخلافة.
قال علي عليه السلام واصفا هتاف المسلمين ومجيئهم إلى بيته بعد مقتل عثمان:
(فأقبلتم إلي إقبال العوذ المطافيل على أولادها تقولون البيعة البيعة. قبضت كفي فبسطتموها، ونازعتكم يدي فجاذبتموها). (نهج البلاغة: 2 / 20).
ومعنى العوذ المطافيل: الأمهات من الظباء والإبل وغيرها ذوات الأطفال، التي تهرع من أجل أطفالها، أو عند فقدها!