شركاء الجريمة: ابن ملجم والأشعث وقطام!
قال ابن سعد في الطبقات: 3 / 35: (انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي، وهو من حمير وعداده في مراد، وهو حليف بني جبلة من كندة والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة: علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، ويريحن العباد منهم. فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي بن أبي طالب، وقال البرك: وأنا لكم بمعاوية، وقال عمرو بن بكير: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك وتعاقدوا وتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سمى ويتوجه إليه حتى يقتله، أو يموت دونه!
فاتعدوا بينهم ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، ثم توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه. فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج، فكاتمهم ما يريد وكان يزورهم ويزورونه، فزار يوما نفرا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قطام بنت شجنة بن عدي بن عامر بن عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب، وكان علي قتل أباها وأخاها يوم نهروان فأعجبته فخطبها فقالت: لا أتزوجك حتى تسمي لي، فقال لا تسألينني شيئا إلا أعطيتك! فقالت: ثلاثة آلاف وقتل علي بن أبي طالب! فقال: والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب، وقد آتيتك ما سألت.
ولقي عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه، فأجابه إلى ذلك، وبات عبد الرحمن بن ملجم تلك الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها، يناجي الأشعث بن قيس الكندي في مسجده، حتى كاد أن يطلع الفجر فقال له الأشعث: فضحك الصبح فقم، فقام