لماذا كان الأمر يدور بين القتال أو الكفر استفاض الحديث عن علي عليه السلام بأنه كان يقول إن قتاله للناكثين والقاسطين والمارقين فريضة مشددة، وتنفيذ للعهد النبوي اليه، وأن أمره يدور بين تنفيذ هذا العهد، وبين أن يعصي الرسول صلى الله عليه وآله، ويكفر بما أنزله الله تعالى عليه!
ففي علل الشرائع: 1 / 222: (إني قلبت أمري وأمرهم ظهرا لبطن، فما وجدت إلا قتالهم أو الكفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله)!
وفي تاريخ دمشق: 42 / 439: (فوالله ما وجدت إلا السيف أو الكفر بما أنزل على محمد). وفي: 42 / 474: (ما وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل على محمد). ونحوه في أسد الغابة: 4 / 31، وأنساب الأشراف ص 236.
وجاء في صفين لابن مزاحم ص 474، وفي المعيار والموازنة للإسكافي 145، والأخبار الطوال للدينوري ص 187، واللفظ له: (وبرز رجل من أهل الشام مقنعا بالحديد، ونادى: يا أبا الحسن، أدن مني أكلمك، فدنا منه علي حتى اختلفت أعناق فرسيهما بين الصفين، فقال: إن لك قدما في الإسلام ليس لأحد، وهجرة مع رسول الله (ص) وجهادا، فهل لك أن تحقن هذه الدماء، وتؤخر هذه الحرب برجوعك إلى عراقك، ونرجع إلى شامنا إلى أن تنظر وننظر في أمرنا؟. فقال علي: يا هذا، إني قد ضربت أنف هذا الأمر وعينيه، فلم أجده يسعني إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله على محمد، إن الله لا يرضى من أوليائه أن يعصى في الأرض وهم سكوت لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، فوجدت القتال أهون من معالجة الأغلال في جهنم. قال: فانصرف الشامي وهو يسترجع). انتهى.
وهكذا كان علي عليه السلام مأمورا من رسول الله صلى الله عليه وآله بما فعل، كما كان النبي صلى الله عليه وآله مأمورا من الله تعالى! فلماذا؟