عدة من رجال المسلمين الصالحين، لقوا الله موفين ببيعتهم ماضين على حقهم! وقتلوا السبابجة خزان بيت المال الذي للمسلمين، قتلوهم صبرا، وقتلوهم غدرا! فبكى الناس بكاء شديدا ورفع أمير المؤمنين عليه السلام يديه يدعو ويقول: اللهم أجز طلحة وزبيرا جزاء الظالم الفاجر، والخفور الغادر). انتهى.
كتبت عائشة إلى حفصة تبشرها بالنصر فاحتفلت حفصة!
في الكافئة في إبطال توبة الخاطئة ص 16: (ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر: أما بعد، فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار، والله دق عنقه كدق البيضة على الصفا، إنه بذي قار بمنزلة الأشقر، إن تقدم نحر، وإن تأخر عقر! فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك، ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفا، وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن: ما الخبر ما الخبر! علي كالأشقر! إن تقدم نحر، وإن تأخر عقر!
فبلغ أم سلمة رضي الله عنها اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين عليه السلام والمسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة، فبكت وقالت: أعطوني ثيأبي حتى أخرج إليهن وأقع بهن! فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام: أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك، فلبست ثيابها وتنكرت وتخفرت، واستصحبت جواريها متخفرات، وجاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة، فلما رأت ما هن فيه من العبث والسفه، كشفت نقابها وأبرزت لهن وجهها، ثم قالت لحفصة: إن تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين عليه السلام فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل، فأنزل الله عز وجل فيكما ما أنزل! والله من وراء حربكما! فانكسرت حفصة وأظهرت خجلا وقالت: إنهن فعلن هذا بجهل، وفرقتهن في الحال، فانصرفن من المكان)!