اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، أي صلوا عندها! وفرضوا تنفيذ هذه (الوصية النبوية) بالقوة!
قالت عائشة: (لما نزل برسول الله (ص) طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا. البخاري: 1 / 422، 6 / 386، 8 / 116، ومسلم: 2 / 67، والنسائي: 1 / 115، والدارمي: 1 / 326، والبيهقي: 4 / 80، وأحمد: 1 / 218، 6 / 34، 229، 275). (الألباني في أحكام الجنائز ص 216) وقالت عائشة: (قال رسول الله (ص) في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. قالت: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا). البخاري: 3 / 156، 198، 8 / 114، وأبو عوانة: 2 / 399، وأحمد: 6 / 80، 121، 255). (الألباني في أحكام الجنائز ص 216).
وقال السرخسي في المبسوط: 1 / 206: (ورأى عمر رجلا يصلي بالليل إلى قبر فناداه: القبر القبر، فظن الرجل أنه يقول القمر، فجعل ينظر إلى السماء، فما زال به حتى بينه). انتهى.
والى يومنا هذا لم يستطع عالم من أتباع الخلافة القرشية أن يثبت أن اليهود والنصارى اتخذوا قبرا لنبي من أنبيائهم مسجدا! اللهم إلا المؤمنون الذين مدحهم الله بأنهم اتخذوا مسجدا على قبور أهل الكهف فقال تعالى: وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا). (الكهف: 21).
فقد غفل واضعوا الحديث فكذبوا على تاريخ اليهود والنصارى، كما غفلوا عن هذه الآية التي تكذب زعمهم! لأن همهم كان منع مجالس فاطمة عليها السلام!
الأحكام العرفية في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وعند قبره!
ثم اخترع القرشيون حديثا للتأكيد على تحريم التجمع عند قبر النبي صلى الله عليه وآله ومنع استجارة بني هاشم به فقالوا إن النبي نفسه نهى أن يجعل قبره صنما ومجمعا ولو للعبادة فقال: (لا تتخذوا قبري عيدا أو وثنا)! وفسروه بالنهي عن قصد قبره صلى الله عليه وآله