وعلي عليه السلام هو الخليفة الوحيد الذي لم تشتك رعيته من ظلمه بل كان هو يشكو هو من ظلم رعيته له ويقول:
(أما والذي نفسي بيده ليظهرن هؤلاء القوم عليكم، ليس لأنهم أولى بالحق منكم ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم وإبطائكم عن حقي!
ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي!
إستنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا. أشهود كغياب، وعبيد كأرباب! أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها! وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم وتتخادعون عن مواعظكم! أقومكم غدوة وترجعون إلي عشية كظهر الحية عجز المقوم وأعضل المقوم! أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم! صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه! وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه! لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم). (نهج البلاغة: 1 / 187).
* *