ثلاث مسائل في تفسير آية الانقلاب المسألة الأولى: في أقسام المسلمين في الآيات وأهم صفاتهم القسم الأول: الطيبون، المجاهدون، المقاتلون، الثابتون، المحسنون، الربيون، الذين هم الأعلون، لا يهنون ولا يحزنون.
والقسم الثاني: المنافقون، الذين تخلفوا عن المعركة بقيادة عبد الله بن سلول. (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا....
والقسم الثالث: المؤمنون أصحاب الذنوب، الذين استزلهم الشيطان ببعض ذنوبهم فهربوا وتركوا النبي صلى الله عليه وآله لسيوف قريش! (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم).
وهؤلاء قسمان: فطائفة منهم مؤمنون حقيقيون، لكنهم ضعفوا وارتكبوا معصية الفرار بسبب ذنوبهم، ثم وفق الله الكثير منهم للتوبة من فرارهم، وهم الذين أصابهم الغم من عملهم، وأنزل الله عليهم النعاس رحمة بهم: (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون. ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم. وطائفة قد أهمتهم أنفسهم...
والقسم الرابع: طائفة الفارين المنافقين الذين لم يغتموا لفرارهم، ولم ينزل الله عليهم النعاس: (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله