بن شهاب قال كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب رسول الله (ص) يحدثني عن الخوارج فلقيت أبا برزة في يوم عرفة في نفر من أصحابه، فقلت يا أبا برزة حدثنا بشئ سمعته من رسول الله (ص) يقوله في الخوارج. قال: أحدثك بما سمعت أذناي ورأت عيناي: أتي رسول الله (ص) بدنانير فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود، فتعرض لرسول الله (ص) فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا، فأتاه من قبل يمينه فلم يعطه شيئا، ثم أتاه من خلفه فلم يعطه شيئا، فقال: والله يا محمد ما عدلت في القسمة منذ اليوم! فغضب رسول الله (ص) غضبا شديدا ثم قال: والله لا تجدون بعدي أحدا أعدل عليكم مني قالها ثلاثا! ثم قال: يخرج من قبل المشرق رجال كأن هذا منهم هديهم هكذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره، سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم! قالها ثلاثا، شر الخلق والخليقة، قالها ثلاثا. وقال حماد لا يرجعون فيه، وفي رواية لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال. رواه أحمد والأزرق بن قيس وثقة ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح). انتهى. (راجع فتح الباري: 12 / 253).
وفي الإرشاد: 1 / 148: (ولما قسم رسول الله صلى الله عليه وآله غنائم حنين أقبل رجل طوال آدم أجنأ، بين عينيه أثر السجود، فسلم ولم يخص النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: قد رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم. قال: وكيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت! فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ويلك! إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟! فقال المسلمون: ألا نقتله؟ فقال: دعوه سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلهم الله على يد أحب الخلق إليه من بعدي. فقتله أمير المؤمنين